جنى الدهيبي
والأزمة في الشمال، هو أن انقطاع الكهرباء يتبعه غالبًا انقطاع للمياه، وتلف بعض أنواع الخضار والمواد الغذائية واللحوم في البرادات، خصوصًا أن نسبة كبيرة من المحال وأبناء الأحياء والمناطق الشعبية لجأوا لقطع اشتراكاتهم مع المولدات، لعجزهم عن تسديد فاتورتها، وقد قاربت في طرابلس 250 ألف ليرة لكل 5 أمبير.
وواقع الحال، تعاني مختلف مناطق الشمال وعكار من تقنين قاس بالتيار الكهربائي منذ أشهر، إذ لا تتجاوز ساعات التغذية 5 ساعات يومياً، بينما يشكو أصحاب المولودات من تعثر كبير في تأمين مادة المازوت، نتيجة ارتفاع أسعاره من جهة، ورفع معظم المحطات لخراطيمها فترات طويلة من جهة أخرى.
مشاكل الشركة المشغّلة
وللتذكير، فإن معمل دير عمار يغذي طربلس وجوارها بالكهرباء، وجزء من محافظة عكار، إلى جانب مساهمته بتأمين التيار الكهربائي إلى مختلف المناطق اللبنانية.
ويوم أمس الأربعاء، عقد موظفو وعمال معمل دير عمار لتوليد الطاقة الكهربائية اجتماعاً مع مدير عام شركه "برايم ساوث" المشغّلة للمعمل، خالد العلمي، لمناقشة موضوع الحصول على عقود رسمية من الشركة بعد قيامهم بالعمل منذ 15 شباط من دون عقود، بالإضافة لزيادة الرواتب بسبب الأوضاع الراهنة والوضع المعيشي والاقتصادي.
وقد أعلن العلمي أنه إلى جانب الموظفين في مطالبهم وحقوقهم، ولكنه أعلمهم أنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق مع شركة كهرباء لبنان لتجديد العقد وفقًا لشروط الشركة".
وقال إن الشركة "تتكبد خسائر كبيرة كمصاريف تشغيل المعمل. وبغض النظر عن مبلغ 45 مليون دولار الذي لم يدفع من العقد الماضي، فان الشركه لا تستطيع دفع أي زيادة على الرواتب إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع كهرباء لبنان وتقاضي مستحقاتها السابقة المتراكمة".
وإثر ذلك، قرر عمال وموظفو معمل دير عمار إعلان الاضراب المفتوح ابتداءً من اليوم الخميس، لحين تحقيق مطالبهم، وسيشمل الإضراب أيضًا قسم الصيانة بفرعي الأعمال الدورية والأعمال الطارئة، ما سيشكل ضغطًا على شركة كهرباء لبنان بما أن أعمال الصيانة في المعمل ستتوقف.