كلفة السهر في المطاعم والملاهي: التقشّف بخيارات كثيرة

المدن - اقتصاد

الأربعاء 2020/12/30
قلّصَ انتشار فيروس كورونا واشتداد الأزمة الاقتصادية والنقدية، حركة اللبنانيين نحو المطاعم والمقاهي والملاهي وأماكن السهر. لكن لم يمنعها بشكل نهائي. إذ تبقى تلك الأماكن ملاذاً لتغيير بعض ملامح الصورة السوداوية التي تتّسم بها المرحلة الحالية في لبنان، خصوصاً في فترة عيديّ الميلاد ورأس السنة.

وتتّجه الانظار نحو اليوم الأخير من العام. الجميع يعدُّ العدّة وفق قدراته المادية التي تحوَّلَت كثيراً، سواء صعوداً أو هبوطاً. فالبعض يضع برنامجاً للسَهَر في أحد المطاعم أو الملاهي، فيما البعض الآخر ينوي البقاء في المنزل، والاحتفال بنهاية العام على مستوى ضيِّق.

أكلاف متغيّرة
خيار المطاعم والمقاهي يستتبع التأكّد من الأكلاف. إذ أن انخفاض قيمة الليرة جعل حسابات المطاعم، كما الزبائن، مختلفة. فالمطاعم وفق ما تؤكّده نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، تتكبّد خسائر مستمرة منذ العام الماضي. وارتفعت قيمة الخسائر مع انتشار كورونا وقرارات الإقفال العام، التي زادت خلالها الدولة الخناق على المطاعم والمقاهي.

فاتورة السهر اختلفت عن الأعوام السابقة بما لا يقلّ عن الضعف، حتى بالنسبة إلى الأماكن الأقل كلفة. وبذلك، توزّعت الأكلاف بين نحو 200 ألف ليرة كحد أدنى، وصولاً إلى ما يفوق مليونيّ ليرة. ويعود الاختلاف إلى ما يتضمّنه برنامج السهرة. فعلى الأقل، هناك عشاء ومشروب مفتوح وموسيقى. ومع إضافة المزيد من العروضات، ترتفع الأسعار. فإحياء السهرة مِن قِبَل مطرب يعني مباشرة بدل تشغيل الموسيقى المسجّلة DJ، يرتفع السعر. فضلاً عن نوع المشروب المقدَّم، ونوع الأكل. ناهيك بمكان المطعم أو المقهى، فكلّما ارتفعت قيمة العقار الذي يقع المطعم ضمنه، كلما زادت كلفة الإيجارات، وبالتالي كلفة إحياء الحفلات. فهنا أيضاً، تلعب الطبقيّة دورها في تقسيم سهرات الناس.

خيارات أخرى
تقدّم بعض المقاهي خيارات مختلفة عمّا تقدّمه المطاعم الفخمة والمتوسطة. إذ تعطي بعض المقاهي خياراً مفتوحاً للزبائن، حيال الكلفة. فتلتزم بما يرغب الزبون بشرائه من أكل أو مشروب، مقابل "دخولية" بكلفة وسطية تبلغ نحو 50 ألفاً. وهذا الخيار يعتمده الشُبّان في الغالب، حيث يقضون بعض الوقت مع عائلاتهم، ويأكلون في منازلهم. ومَن يشرب منهم الكحول، فيشتريه من المحال التجارية بأرخص ما يمكن أن تبيعه المقاهي، التي تتحوّل ضمن هذا الخيار إلى محطّة أخيرة لسماع الموسيقى وقضاء بعض الوقت بكلفة أقل.
من ناحية ثانية، هناك من قرَّرَ قضاء الليلة الأخيرة من العام، في المنزل، مع ما يمكن صنعه من عشاء أو مشروبات، كحولية أو غير كحولية. مع إمكانية دعوة بعض الأصدقاء أو الأقارب، أو الاكتفاء بأفراد العائلة الصغرى.

مشكلة الاكتظاظ
لا تتوقّع المطاعم والمقاهي تعويض خسائرها ليلة رأس السنة، بل على العكس، فإن إلتزامها بنسبة إشغال تصل إلى 50 بالمئة، يعني المزيد من الخسائر. إلاّ أنها تنتظر مرحلة ما بعد رأس السنة، لتبني على الشيء مقتضاه. فحسب نقابة أصحاب المطاعم، وبعد الإلتزام، "وفي حال تبين بأن مشكلة اكتظاظ المطاعم قد انتهت، وبأن أصحاب المؤسسات التزموا، فإننا سنتقدم باقتراح كامل متكامل وبملف جاهز يتعلق بقطاع السهر وتمديد وقت الإقفال ليلاً".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024