رئيس مزارعي الجنوب: كلفة الزراعة ستسبب بهجرة الأرض!

المدن - اقتصاد

الجمعة 2020/07/10
على عكس ما يروج الآن بالدعوة إلى "المقاومة الزراعية"، يتكشف خواء هكذا دعوة وعدم جدواها ولا صلة لها بالواقع والاقتصاد.
وخير دليل على ذلك ما يقوله أبناء المهنة أنفسهم. فقد حذر رئيس تجمع مزارعي الجنوب محمد الحسيني من مغبة "أخذ المزارع إلى المجهول وهجر أرضه، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وخصوصاً في السوق السوداء"، معتبراً أنه "في حال استمر الوضع على هو عليه الآن، سيكون كارثة على المزارعين الذين لا قدرة لهم بعد اليوم على زرع أراضيهم بسبب ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية من أسمدة وأدوية وأعلاف".

سعر المدخلات الزراعية
وقال الحسيني بعد استقباله عدداً من المزارعين في منطقة صور: "أن مشكلة المزارعين تكمن في شراء المدخلات الزراعية من أسمدة وأدوية وأعلاف وغيرها بسعر السوق الموازي للدولار، أي يتغير السعر بحسب السوق السوداء وليس وفق السعر الرسمي. لذلك، طالبنا الدولة اللبنانية والوزارة المختصة بأن يكون سعر هذه المدخلات الزراعية بحسب السعر الرسمي أي 1500 ليرة، وفي حال أردنا استيراد هذه المدخلات بسعر 3900 ليرة للدولار، فحكما السلة سيتضاعف سعرها مرتين أو أكثر، وهذا الأمر يضر بالمستهلك، في ظل تآكل الرواتب والأجور إلى مستوى الحضيض بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار".

وحذر من أن "استمرار ارتفاع الكلفة العالية للسلع سيؤدي إلى الكساد كما أن الأرض ستبور، وهذا مؤذ للجميع، وبالتالي ستصاب دورة الانتاج والاستهلاك في المجتمع اللبناني بخلل كبير".

السلة وسعر الدولار
وعن السلة الغذائية، رأى أنها "تفيد المزارع والمستهلك إذا كانت على سعر صرف الدولار الرسمي أي 1500 وليس أكثر"، وقال: "نحن كمزارعين لدينا مشاكل بنيوية، وما طرأ علينا هو التلاعب بسعر صرف الدولار بغياب الصناعات البتروكميائية لدينا، بالإضافة إلى استيراد المدخلات الزراعية في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، مما شكل أزمة حقيقية للمزارع والمستهلك".

أضاف: "هناك جزء من المزارعين سيتوقفون عن الزراعة بسبب الغلاء، والحل يكمن في دعم المدخلات الزراعية والأسمدة وغيرها بسعر صرف الدولار الرسمي 1500 ليرة. كذلك على الدولة ان توفير مياه الري من الآبار الارتوازية مجاناً من دون أي رسوم تزيد العبء على المزارع، الذي يعاني أيضاً من ارتفاع سعر المازوت خصوصا في السوق السوداء. لذلك نطالب الدولة والوزارة المختصة بإلغاء المرسوم الذي يفرض ضريبة على كل متر مكعب مستخرج من الآبار لغاية زراعية، وفي الوقت نفسه توفير المازوت للمزارعين بسعر الصرف الرسمي".

وحذر الحسيني من "استغلال السلة الغذائية من خلال التواتر وخلق نوع من المافيا التي تستغل هذه السلة، لتباع في السوق السوداء"، مطالبا الدولة بـ"ضبطها بشكل أكبر من أجل تأدية وظيفتها"، كاشفا أن هناك "مافيات بدأت تستغل موضوع السلة الغذائية لتفيد قطاعات أخرى ولتحقيق مكاسب وأرباح، ويخلق ارباكاً في الأسواق بين المستوردين في السوق السوداء لأن انتاجهم في السلة الغذائية وفق سعر الدولار 3900".

وأشار إلى أن "بعض الشركات الزراعية استوردت الأعلاف والأدوية والأسمدة والمدخلات الزراعية بسعر السوق السوداء، أي ما بين 8500 و9000 ليرة، وشركات أخرى استوردتها بسعر 3900 ليرة وتبيعها في السوق بسعر 9000 ليرة، وهذا يؤكد الحاجة إلى ضبط هذه العملية من قبل الدولة لأن القطاع الزراعي هو آخر خرطوشة للمواطن اللبناني". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024