عزة الحاج حسن
حتى الحفلات القائمة على موسيقى DJ فقط، لا تقل أسعار الحجوزات فيها عن 350 ألف إلى 600 ألف ليرة. قد تكون أسعار سهرة رأس السنة متاحة لدى الفئة الميسورة من اللبنانيين وأولئك الذين لديهم مداخيل بالدولار الأميركي، لكنها قطعاً لن تكون بمتناول مواطني الطبقة الوسطى وهم كانوا مرتادي تلك الحفلات على مدار السنوات السابقة.
أما الشريحة الأكبر من اللبنانيين والعاجزة عن استقبال العام الجديد في الفنادق والمطاعم فاختارت إقامة "عشاوات" وسهرات عائلية ضيقة. لكنها لم تنفذ من نار أسعار المنتجات الإستهلاكية والغذائية. فتأمينها يستلزم موازنات كبيرة، ولعل ما يشير إلى مستوى الأسعار الخيالي السائد بالأسواق، أرقام مديرية الإحصاء المركزي، التي تؤكد بلوغ الارتفاع السنوي لأسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية نسبة 423.2 في المئة.
أما الألبسة والأحذية فارتفعت بنسبة 461.83 في المئة، والمشروبات الروحية والتبغ والتنباك ارتفعت بنسبة 405.29 في المئة، كما ارتفعت أسعار المطاعم والفنادق بنسبة 592.50 في المئة، إلى جانب سلع وخدمات أخرى، يبلغ معدل ارتفاعها العام 133.47 في المئة.
ما يعني أن سعر المنتج الغذائي تضاعف ما بين نهاية العام 2019 ونهاية العام 2020 بأكثر من 4 مرات، في مقابل ثبات الرواتب في لبنان على ما هي عليه. الأمر الذي يجعل العائلات عاجزة تماماً عن تحضير عشاء فاخر.
ورغم أن اللحوم كطبق رئيسي لا تزال من السلع المدعومة، إلا أنها غير متوفرة في كافة المناطق. وتتراوح أسعار اللحوم غير المدعومة بين 40 ألف و65 ألف ليرة لكيلو لحم البقر، أما الفاكهة بكافة أنواعها، فلا يقل سعر الكيلو منها عن 4000 ليرة. حتى المنتج المحلي كالموز والليمون، فلا يقل سعر الكيلو منه عن 3000 ليرة. كذلك الأمر بالنسبة للخضراوات فأسعارها مضاعفة عما كانت عليه سابقة. ونظراً لكون اللحوم والخضار والفاكهة تبقى الركن الأساس في سفرة عشاء ليلة رأس السنة، يمكن القول أن الاحتفال باستقبال العام الجديد لن يكون متاحاً للجميع.