استقالة مدير عام مصرف "بلوم": الهروب من مسؤولية الخسائر؟!

المدن - اقتصاد

الأربعاء 2020/06/24

في رسالة مفاجئة تلقاها مدراء وموظفو "بنك لبنان والمهجر" (بلوم بنك)، أعلن المدير العام عمرو أزهري استقالته من مناصبه التنفيذيّة في المصرف، وفي إدارة مصرف بلوم للتنمية، الذراع المصرفيّة الإسلاميّة للبنك، وبلوم إنفست، المصرف الاستثماري التابع للبنك أيضاً. مع العلم أن عمرو الأزهري هو ثالث المدراء العامّين الذين استقالوا خلال الفترة الماضية من مهامهم داخل المصرف، بعد الياس عرقتنجي الذي استقال من مهامه كمدير عام مؤخّراً، وحبيب رحال الذي استقال من مهامه كمدير عام أولاً، ثم من مهامّة كمستشار لمجلس الإدارة.

عملية "تشحيل"
رسالة عمرو أزهري ربطت الاستقالة بتغيّر ظروف المصرف، وانخفاض المهام الإداريّة فيه كمّاً ونوعاً. وهو ما يتيح له إعادة توزيع الإشراف على المديريّات على غيره من المدراء العامّين، بهدف تخفيض النفقات على المصرف. مع العلم أن عمرو أزهري هو نجل نعمان أزهري، الأب المؤسس للمصرف، والذي يتولّى اثنين من أبنائه اليوم مهام إداريّة عليا في بنك لبنان والمهجر، هم بالإضافة إلى عمرو الأزهري، رئيس المجلس الإدارة الحالي للبنك سعد أزهري. واليوم تشكّل عائلة الأزهري أكبر الأطراف المساهمة في المؤسسة، بالإضافة إلى عائلات ومؤسسات استثماريّة أخرى.

مصادر مواكبة للملف داخل المصرف، نقلت عن الموظّفين مخاوف من إمكانيّة أن تكون الاستقالة مجرّد عراضة تمهّد لعمليّة صرف جماعي، عبر القول أن إدارة المصرف العليا بدأت بعمليّة "التشحيل" من نفسها ومن عائلة الأزهري تحديداً. علماً أن تسريبات داخل المصرف تحدّثت عن وجود توجّه لصرف المئات من الموظفين خلال الفترة المقبلة، بهدف تقليص حجم النفقات والحؤول دون انخفاض أرباح المصرف.

الهروب من المسؤولية؟
مصادر أخرى مواكبة لتطوّرات القطاع المصرفي اللبناني، تحدّثت عن إمكانيّة وجود علاقة بين استقالة عمرو الأزهري ومخاوف لدى أعضاء الإدارات العليا في المصارف اللبنانيّة من تطوّرات مستقبلية، خصوصاً أن القانون اللبناني يحمّل مجالس إدارة المصارف مسؤوليّة الخسائر التي يمكن أن تنتج عن "سوء الإئتمان" من أموالهم وممتلكاتهم الشخصيّة. بالتالي، فمن الممكن أن تكون استقالة الأزهري محاولة للخروج من المشهد اللبناني كليّاً، خصوصاً كونه تحمّل في السابق مسؤوليات مصرفيّة خارج لبنان. ومن الممكن أن تكون استقالته محاولة لاستكمال حياته المهنيّة في الخارج، متخلصاً من تبعات ما أصاب القطاع المصرفي والكوارث التي لحقت بالمودعين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024