"آيفون إكس" يقلق أميركيين بشأن الخصوصية.. ومسلمين بشأن النقاب

المدن - ميديا

الخميس 2017/09/14
مفاجأة كبيرة فجرتها شركة "أبّل" أخيراً، من خلال الإعلان عن هاتفها الجديد "آيفون إكس"، المصنوع من الصلب غير القابل للصدأ والمقاوم للماء والأتربة، والذي لا تحمل شاشته الزر الرئيسي خلافاً لأجهزة آيفون السابقة، على أن يكتفي المستخدم بالضغط على الشاشة عوض الزر الرئيسي. في حين أن الميزة الأبرز في الهاتف الجديد تمثلّت باحتواءه على خاصية "فايس آي دي"، التي تهدف إلى فتح الهاتف من خلال التعرّف على وجه المستخدم.  


هذه الميزة لاقت ترحيباً واسعاً لدى الكثير من مستخدمي هواتف "آيفون"، لكنها في الوقت نفسه أثارت تساؤلات عديدة حول ضمان نجاحها وتخوفات من خرقها لخصوصية المستخدمين، بسبب حفظ الهاتف لملامح وبصمات الوجه، والتي يمكن استغلالها من قبل أطراف معينة.

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن السيناتور آل فرانكين، يضغط على شركة "آبل" لتفصيل ضمانات الخصوصية والأمان التى توفرها للبيانات البيومترية المدمجة داخل هاتف "آيفون x" الجديد. وبحسب موقع "ريكود" للأخبار التقنية، فإن قلق فرانكين يأتي من أن "آبل" يمكن أن تستخدم بصمات الوجه التي تجمعها من خلال ميزات "فايس آي دي"، للاستفادة منها في قطاعات أخرى من أعمالها أو بيعها لأطراف ثالثة لأغراض المراقبة. كما يمكن أن تتلقى الشركة طلبات من الوكالات الأمنية للوصول إلى نظام التعرف على الوجه.

وعلى الرغم من أن "أبّل" لم تتجاهل هذه المخاوف، إذ قال فيل شيلر، نائب الرئيس الأول للشركة للتسويق، إنه سيتم تخزين البيانات الخاصة بميزة التعرف على ملامج الوجه "فايس آي دي" في أجهزة "آيفون إكس" الخاصة بالمستخدم، ولن يتم إرسالها إلى "كلاود سيرفر" الخاصة بالشركة.

لكن السيناتور فرانكين وضع أمام الشركة العديد من التساؤلات، بما فيها إن كانت "آبّل" أو أي طرف ثالث لديه القدرة على الوصول المادي إلى الجهاز واستخراج البيانات التى يريدونها، وما إذا كان يمكن لشركة "آبل" أن تقرر لاحقاً تغيير رأيها والبدء فى تخزين بيانات التعرف على الوجه بهاتف "آيفون إكس"، خصوصاً وأن الشركة سبق لها أن دخلت في صراع مع وزارة العدل الأميركية في المحكمة بعد محاولة لإجبارها على فتح هاتف "آيفون" محمي بكلمة مرور مرتبطة بهجوم إرهابي يعود إلى عام 2015 فى سان برناردينو، كاليفورنيا. وانتهت القضية وقتها بأن قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالاستعانة بطرف ثالث وشراء أداة خاصة لفتح الجهاز، بعيداً من شركة "آبل".

وفيما يُناقش البعض خصائص "آيفون إكس" التقنية وإشكاليات الخصوصية والأمن، ذهب آخرون باتجاه آخر، أي إلى السخرية من خاصية الهاتف الجديدة "فايس آي دي"، بينهم الإعلامية الأميركية إلين ديجينيريس، التي قالت إن من يملك هاتف "آيفون إكس"، عليه أن يجري مسحاً لوجهه كلما أحدث تغييراً عليه، ومنها عندما يحلق شعره، أو عندما يجري جراحة تجميلية لأنفه، أو عندما يرتدي قبعة، أو عندما يخسر 15 كيلوغراماً من وزنه.



لكن هذه الخاصية الجديدة أثارت غضب مغردين عرب ومسلمين، إذ اعتبروا أن الشركة تناست أن العديد من النساء المنقبات والمحجبات يستخدمن هواتف آيفون، ومن الصعب عليهن خلع النقاب في الأماكن العامة. وفي السعودية أطلق مغردون هاشتاغ #أبل_تحارب_النقاب، حيث اعتبروا أن خاصية التعرف على الوجه هي استهداف للمنقبات، وهي "مؤامرة ضدّهن"، حتى أن البعض طالب بالامتناع عن شراء الهاتف الجديد، نظراً لأنه "مخالف للشريعة الإسلامية"، وكتب أحدهم محذراً المرأة السعودية: "بالأمس البصمة لتخلعي القفاز، واليوم الوجه لتخلعي النقاب، وغداً الجسم لتخلعي العباءة"!!

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024