مؤتمر "الاعلام الجديد" يحيط بالنشر الالكتروني ويطرح أسئلته

المدن - ميديا

الجمعة 2015/12/04

اختتمت مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام مؤتمرها الاعلامي الثاني تحت عنوان "الإعلام الجديد: الاستراتجيات والتحديات.. الهوية الوطنية ونشر الوعي"، الذي اقيم على مدى يومين في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانيّة والاجتماعيّة في الجامعة اللبنانية، حيث اقيمت سبع جلسات عمل.

والمؤتمر الذي يعد من أكثر المؤتمرات المتخصصة أهمية في هذا المجال، أحاط بالاعلام الالكتروني وآليات تطوره وتداعيات حضوره، من كافة الجوانب، وسط دعوات الى ضبطه والسيطرة عليه، منعاً لأن تكون له انعكاسات سلبية على المجتمع.

افتتحت جلسات المؤتمر بورشة عمل تحت عنوان "الإعلام الجديد بين الوسيلة والمحتوى" بادارة عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال العتريسي، حيث قدم الدكتور عماد بشير مداخلة بعنوان "صناعة المحتوى الرقميّ وإشكاليات المفهوم والتطبيق"، عرض خلالها آلية التطور الرقمي الذي بدأ فعليا منذ سنة 1937 حتى العام 1998. ولفت الى ان الناشر الغربي دخل على المحتوى العربي ورقمه، ما يؤشر الى القصور الغربي في هذا المجال، فضلا عن سوء تقدير لاهمية اللغة العربية.

بدوره تحدث خبير الاتصالات والمعلوماتية الدكتور عماد حب الله عن "الاعلام الرقمي والذكي وتحولاته في لبنان"، بينما تحدثت الامين العام للمجلس الأعلى للطفولة السيدة ريتا كرم عن "الطفل في الإعلام بين المخاطر والتشريع".

وعن البيانات المضخمة على الانترنت، اشار المهندس فريد عاصي الى ان حجم البيانات تضخمت وتنوعت واصبحت في سرعة متزايدة، وقد زاد حجم البيانات بنسبة 90% خلال الفترة القصيرة الماضية.

وعن "تطوير برنامج محو الامية الرقمية للاعلام في العالم العربي"، لفت الدكتور في الجامعة الاميركية في بيروت جاد ملكي الى ان حملة التربية الاعلامية الرقمية بدأت منذ خمسينات القرن الماضي في الغرب لا سيما في اميركا واوروبا، وقد بدأت تتطور في لبنان بدعم من الجامعة الاميركية واليسوعية، واشار الى تخلف الواقع العربي في هذا المجال، فيما تحدثت الدكتورة مي عبدالله عن "اهمية البحث العلمي ومراكز الدراسات في صناعة الاعلام".

بعدها تحدث يزبك وهبي عن التجربة الميدانية في المؤسسة اللبنانية للارسال حول التكامل بين الاعلام الجديد والتلفزيون، داعياً الى دورات تدريبية للمراسلين والمصورين على حد سواء فضلا عن مواكبة الحداثة بموضوعية.

المقومات والاهمية
الجلسة الثانية للمؤتمر كانت حول موضوع "الإعلام الجديد، المفهوم والاسس والمقومات والاهمية" بادارة الدكتور محمد محسن.

بداية تحدث رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام عن "العلاقة بين الإعلام التقليدي والاعلام الجديد"، بعدها تحدث مدير تحرير صحيفة "الجهورية" شارل جبور عن "الثابت بين الإعلام القديم والجديد".

"الانتقال من الصحافة الورقية الى الالكترونية"، كان عنوان موضوع رئيس تحرير صحيفة "البناء" رامي الريس الذي تحدث عن تجربة الانباء وانتقالها من صحيفة ورقية الى الكترونية، وادت النتيجة الى الوصول الى شرائح واسعة من داخل وخارج الاطر الحزبية.
هذا، وتحدثت ربيعة سلمان من صحيفة "السفير" عن "الإعلام الجديد ومخزون المعلومات".

المنصات الحزبية في الاعلام الجديد
وتحت عنوان "الإعلام الجديد والسلم الاهلي والهوية" كانت الجلسة الثالثة بادارة الدكتور في الجامعة اللبنانية اياد عبيد. وتحدث جيلبار رزق مسؤول الموقع الالكتروني لحزب "الكتائب" عن "مخاطر الضخ الاعلامي على السلم الاهليّ"، في وقت تحدث المسؤول الاعلامي المركزي في حركة امل الدكتور طلال حاطوم عن تغيير الوسائط الاعلامية وليس الاعلام بحد ذاته، معتبرا ان الاعلام بالمعنى التخصصي هو الاعلام الذي يحمل المعلومة والخبر".

مسؤول وحدة الإعلام الالكتروني في حزب الله الدكتور حسين رحال أشار إلى أهمية الالتفات لمسألة الأعراف والمسؤوليات الوطنية التي تحكم وسائل الإعلام الجديد في ظلّ ازديادها السريع، متوقّفًا عند إشكالية كبرى وهي كيفية التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الواجبة على الصحافة. في وقت اعتبر جورج عاقوري  رئيس تحرير موقع "القوات اللبنانية" انه ليس الاعلام من يصنع السلم الاهلي، ولكنه شريك في صونه وتدعيمه، مؤكداً معارضته الشديد لـ"ابلسة الاعلام ورمي كرة المسؤولية في ملعبه".

وعن الاعلام الالكتروني في "تيار المستقبل"، أشارت هدى الحسيني الى ان جميع وسائل الاعلام تساهم في دعم السلم الاهلي، ولفتت الى ان ما يحتاجه الاعلام هو ما يحتاجه المجتمع ككل وهو التنوير المعنوي عن طريق التزام القوانين والشرائع التنوير الديني لان الدين للجميع.

الاعلام الالكتروني والحراك السياسي
وفي اليوم الثاني إفتتح المؤتمر اعماله بجلسة حول "الاعلام الجديد والحراك السياسيّ" بادارة الدكتور جوزيف عساف. تحدثت الدكتورة أسماء شملي حلواني عن موضوع "سلطة الكلمات وكلمات السلطة".

وعن "الاخلاقيات المهنية في الاعلام الجديد"، سألت الدكتورة في جامعة بيروت العربية ايمان عليوان "هل يصح المواءمة بين الحرفة والهواية؟ والصحافي المهني مع المواطن الصحفي، مع وجود هذا الانتشار للاعلامي الالكتروني، فكيف يمكننا ان نطبق الاخلاقيات المهنية في ظلّ هذا الانتشار للتمييز بين ما هو جيد وغير جيد؟ وتساءلت: "هل ما زالت المواثيق الاعلامية الموضوعة قبل نشوء الانترنت صالحة حتى اليوم؟".

ولفتت عليوان الى ان في لبنان تجاوزات اعلامية وأخلاقية كثيرة للمهنة. واقترحت إعداد ميثاق شرف اعلامي إلكتروني لتنظيم المهنة ورفع مستواها والمحافظة على حريتها، وسن قانون إعلامي جديد يعيد تشكيل هيئة الاعلاميين التقليديين والعاملين في المواقع الالكترونية.

بدوره، تحدث الدكتور جمال مجاهد رئيس قسم الاعلام في جامعة بيروت العربية عن "الإعلام الجديد وتفعيل المشاركة السياسية"، واعتبر أنه لا توجد ديمقراطية في العالم العربي دون المشاركة السياسية للشعب. فالعملية السياسية في العالم مختصرة على مجموعة معينة وحسب.

وحول "الهويّة الثقافيّة والمرجعية الفكرية للمحتوى الرقمي"، لفت مدير الفرع الاول في كلية الاعلام الدكتور رامي نجم الى انه لا بد من مرجعية فكرية للمحتوى الرقمي تقوم على وضع مصطلحات تصون القضايا الوطنية والقومية، اضافة الى ضرورة التأكد من مصدر المعلومات التي يتم نشرها او التعاطي بها، داعيا الى حفظ الهوية الثقافية والوطنية.

وعن موضوع "ميثاق الشرف الإعلامي لتعزيز السلم الأهلي في لبنان"، أشارت السيدة ايليت شحادة من "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، الى تجربةٍ علمية "تفاعلية" قام بها برنامج الامم المتحدة الانمائي بالتعاون مع وزير الاعلام السابق وليد الداعوق.أما ورقة عمل استاذ الدراسات الاعلامية في الجامعة الاميركية الدكتور نبيل دجاني فتناولت موضوع "الجيل والاعلام التفاعلي والمجتمع".

تكاتف المواقع الالكترونية
وفي جلسة موازية حول "الاعلام الجديد واستراتيجياته"، أدار جزء منها مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية الاستاذ خضر ماجد تحدث عن اهمية تكاتف المواقع الالكترونية اللبنانية من اجل تنظيم وحفظ دورها الريادي، مجدداً دعوة الجميع للشراكة الفعلية دون تهميش أحد وان ابواب مديرية الدراسات مفتوحة للجميع من اجل التعاون.
ثم انتقلت ادارة الجلسة الى الاستاذ ربيع الهبر عن "واقع الاعلام الالكتروني في لبنان وتجاربه العملية".

في هذه الجلسة تحدثت رئيسة مؤسسة "مهارات" رلى مخايل  حول موضوع "البعد التشريعي للاعلام الالكتروني"، مشيرة الى ان الاعلام الالكتروني اصبح احد اوجه الاعلام االتقليدي ولا يمكن التكلم عنه في حال غياب الانترنت وهو يختلف عن مواقع التواصل الاجتماعي.

رئيس تحرير موقع "النشرة" جوزف سمعان، اشار الى ان هناك 123 مليون مستخدم للانترنت في العالم العربي في حين ان عدد السكان مضاعف، وفي لبنان يوجد 4 ملايين انسان حالياً 3 ملايين منهم يستخدمون الانترنت اي 80% ولكن فقط 2,7% مستخدمين فعليين له.

طوني ابي نجم من موقع " IM Lebanon.com"  تحدث عن "الاعلام الالكتروني بين التسييس والواقع"، فيما تحدث نوفل ضو، مدير تحرير موقع "النهار نت" عن "حماية الاعلام الالكتروني من القيود والتدخلات ودعمه"، واكد انه لا يجوز الفصل بين الاعلام الالكتروني والاعلام المرئي والمسموع، ويجب عدم الاستثناء في موضوع القوانين والاتجاه الى الشمولية في موضوع الممارسة الاعلامية.

وعن موضوع "اي اعلام جديد نريد في لبنان؟"، اشار ربيع سعادة رئيس تحرير موقع "لبنان 24" الى "ضرورة الابتعاد عن التنافسية السلبية والحفاظ على الموضوعية والشفافية والصدق والالتزام بمعايير محددة وواضحة".

التحديات الامنية
الجلسة الثالثة من اليوم الثاني كانت تحت عنوان "التحديات الامنية لوسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصال الجديدة"، بإدارة الاستاذ سعيد غريب.

واشار مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، الى ان الارهاب عبأ النفوس والتلفزيون والاعلام واستعمل التلفزيون لاستقطاب الافراد وتسويق فكرة جهاد النكاح، اما مشهدية الاعلانات المصورة للارهابيين فهدفها اثارة الرعب والخوف في العالم.

وعن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني تحدث النقيب فادي بعقليني عن موضوع "مكافحة الفكر الارهابي عبر الاعلام الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي". ودعا الى تبني برامج اعلامية شاملة تهدف الى تنمية الوعي الوطني العام وتعزيز الثقة بالدولة، والى  تفعيل دور المؤسسات الدينية والمجتمع المدني واطلاق حملات مضادة لمواجهة محتوى، والتنسيق مع كافة اجهزة الاعلام لعدم نشر اي شيء عن الارهاب.

رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي المقدم جوزف مسلم تحدث عن "الاعلام الجديد كوسيلة تواصل من أجل أمن المجتمع ومهارات تتبع او حجب المواقع الهدامة"، ولفت الى ان قوى الامن لديها خدمتين لتبليغ الشكاوى على الموقع الالكتروني، ولا سيما الاستراتيجية نحو الشفافية وذلك عبر التصدي للاشاعات. وتحدث عن تفعيل العمل الالكتروني والتواصل مع المواطنين.

وعن موضوع "مشروعية الرقابة على الانترنت وشبكات التواصل"، اشار النقيب في الامن العام يوسف البدوي الى اسباب رقابة الانترنت منها السياسية وهي الحفاظ على الامن العام والحفاظ على النظام العام ومكافحة الارهاب، واخرى اقتصادية لا سيما الحفاظ على المناخ العام للاستثمار والاقتصاد القومي والعملة، اما الاسباب الاجتماعية فهي محاربة الكتل الطائفية والتمييز العنصري والافكار التي تهدم النسيج المجتمعي.

واوضح ان وزارة الداخلية انشأت مكتباً لمكافحة الجريمة الالكترونية، الا انه لا يوجد في لبنان رقابة مسبقة على الانترنت.

تحديات اجتماعية
عقدت جلسة موازية حول "التحديات الاجتماعية لوسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصال الجديدة ودور الاعلام الالكتروني في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة (تحديات وتطلعات)"، بادارة الدكتورة مها خير بك ناصر.

تحدثت الدكتورة مي مارون عن "ايجابيات وسلبيات وسائل التواصل الجديدة"، مشيرة الى أن غياب الرقابة عن هذه الوسائل، يسهل نشر الشائعات وانتهاك حقوق الاخر، كما ان بعض النقاشات تبتعد عن احترام الاخر.

الدكتورة سنا الحاج من مديرية الدراسات اللبنانية في وزارة الاعلام تحدثت عن "دور الاعلام الالكتروني في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة (تحديات وتطلعات)"، ودعت الى الانتقال من مرحلة الاستهلاك الى مرحلة الاستثمار في الاعلام الجديد، بما يخدم حقوق الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لاظهار امكانياتهم الفكرية والفنية والخاصة.

وتحدثت زينب اسماعيل عن "دور الاعلام في تشكيل ثقافة الاطفال"، بينما أشارت وفاء حطيط، في معرض حديثها عن موضوع "الاعلام الجديد وتشكيل العلاقات الاجتماعية (الفيسبوك نموذجاً – دراسة ميدانية)"، الى ان  وسائل التواصل الاجتماعي تعزز العلاقات الاجتماعية لدى الشباب.

وفي الختام أعلن مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية عن تشكيل لجنة لصياغة التوصيات بعد الاتصال بجميع المؤسسات والفعاليات الاعلامية والنقابية للخروج بتوصيات بناءة، على ان تعلن لاحقا. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024