نحن الرهائن الموقعين أدناه

إلياس فوز

السبت 2021/08/21
نحن الرهائن الموقعين ادناه، وعددنا يفوق الخمسة ملايين، قدر لنا ان نكون في المكان والزمان غير المناسبين، فاختطفنا!‏

من منّا استطاع دفع فديته، اعطاه الخاطفون جوازاً وبطاقة سفر وصورة عائلية لونتها دماء أخٍ له قضى في مجزرةٍ ما، في بقعةٍ ما، ‏وقالوا له ارحل!‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، نمضي أيامنا في معتقلنا الصغير، نأكل ما يرميه لنا خاطفونا من فتات، نشرب مياهاً متى سُمح لنا، ‏وننتظر ان يأذن لنا سجاننا بالخروج الى الشمس ساعةً او ساعتين، ندور فيها حول ما تبقى من محطات وقود، قبل ان نعود الى ظلمة ‏غرفنا. ‏

نحن الرهائن الموقعين أدناه، ينقسم خاطفونا في ما بينهم على طريقة قتلنا. فمنهم من يفضل القتل السريع بتفجيرٍ او رصاصة، وآخر ‏يفضل الاحتضار البطيء جوعاً أو مرضاً، وثالثٌ تملي عليه ساديته أساليب اكثر ابداعاً كالحرمان من النوم او العزل حتى الانتحار. 

‏نحن جثثٌ متنقلة يتناتشها خاطفونا الى ان يُفتي بينهم زعيمهم الالهي فيهدأون. ‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، نغمض عيوننا متضرعين ان يكون قضاؤنا سريعاً، فلا نئِنّ تحت التعذيب او نجبر على رؤية من نحب ‏يئنّون. نمضي ساعاتنا يقظين كي لا نمرض او تصيبنا علّة. فمن مرض مات، او عُزل ليموت بصمتٍ دون دواءٍ فيودع جثةً اخرى ‏فوق ما جمع من جثثٍ داخل المسلخ. ‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، منّا من استسلم لقدره فجثا على ركبتيه، ومنا من أغرم بجلاده فأمسى كلبه الامين يساعده في طقوسه ‏السوداء، ومنا من يحِنّ الى انتفاضته بين الحين والآخر، فيسحق تحت هراوات المطاوعين. ‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، يساوم علينا خاطفنا وعصابته لمكسبٍ ما، في قضيةٍ ما، مع عدوٍ ما، فنُذبح! ندرك ان ايامنا معدودة، ‏نعدها بالساعات والدقائق، نعدها بالثواني بين خاطفٍ ساديٍ يطل بسخريةٍ سادية من طاقة مهجعنا وبين رسائل تضامنٍ كاذبة تغزو ‏جدراننا الافتراضية. ‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، ادركنا منذ اعتقلنا ان جلادنا يلبس ثوب المخلص ومخلصنا يلبس ثوب الجلاد، فلا حيلة لنا ولا منفذ. إما ‏الموت صمتًا فوق روثنا فيأكلنا الذباب، وإما القتال. وان ساعة الاختيار قد اقتربت. ‏

نحن الرهائن الموقعين ادناه، قررنا الا نصمت بعد الآن.‏
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024