نحن الرهائن الموقعين ادناه، وعددنا يفوق الخمسة ملايين، قدر لنا ان نكون في المكان والزمان غير المناسبين، فاختطفنا!
من منّا استطاع دفع فديته، اعطاه الخاطفون جوازاً وبطاقة سفر وصورة عائلية لونتها دماء أخٍ له قضى في مجزرةٍ ما، في بقعةٍ ما، وقالوا له ارحل!
نحن الرهائن الموقعين ادناه، نمضي أيامنا في معتقلنا الصغير، نأكل ما يرميه لنا خاطفونا من فتات، نشرب مياهاً متى سُمح لنا، وننتظر ان يأذن لنا سجاننا بالخروج الى الشمس ساعةً او ساعتين، ندور فيها حول ما تبقى من محطات وقود، قبل ان نعود الى ظلمة غرفنا.
نحن الرهائن الموقعين أدناه، ينقسم خاطفونا في ما بينهم على طريقة قتلنا. فمنهم من يفضل القتل السريع بتفجيرٍ او رصاصة، وآخر يفضل الاحتضار البطيء جوعاً أو مرضاً، وثالثٌ تملي عليه ساديته أساليب اكثر ابداعاً كالحرمان من النوم او العزل حتى الانتحار.
نحن جثثٌ متنقلة يتناتشها خاطفونا الى ان يُفتي بينهم زعيمهم الالهي فيهدأون.
نحن الرهائن الموقعين ادناه، نغمض عيوننا متضرعين ان يكون قضاؤنا سريعاً، فلا نئِنّ تحت التعذيب او نجبر على رؤية من نحب يئنّون. نمضي ساعاتنا يقظين كي لا نمرض او تصيبنا علّة. فمن مرض مات، او عُزل ليموت بصمتٍ دون دواءٍ فيودع جثةً اخرى فوق ما جمع من جثثٍ داخل المسلخ.
نحن الرهائن الموقعين ادناه، منّا من استسلم لقدره فجثا على ركبتيه، ومنا من أغرم بجلاده فأمسى كلبه الامين يساعده في طقوسه السوداء، ومنا من يحِنّ الى انتفاضته بين الحين والآخر، فيسحق تحت هراوات المطاوعين.
نحن الرهائن الموقعين ادناه، يساوم علينا خاطفنا وعصابته لمكسبٍ ما، في قضيةٍ ما، مع عدوٍ ما، فنُذبح! ندرك ان ايامنا معدودة، نعدها بالساعات والدقائق، نعدها بالثواني بين خاطفٍ ساديٍ يطل بسخريةٍ سادية من طاقة مهجعنا وبين رسائل تضامنٍ كاذبة تغزو جدراننا الافتراضية.
نحن الرهائن الموقعين ادناه، ادركنا منذ اعتقلنا ان جلادنا يلبس ثوب المخلص ومخلصنا يلبس ثوب الجلاد، فلا حيلة لنا ولا منفذ. إما الموت صمتًا فوق روثنا فيأكلنا الذباب، وإما القتال. وان ساعة الاختيار قد اقتربت.
نحن الرهائن الموقعين ادناه، قررنا الا نصمت بعد الآن.