"الحدود" تغامر بالنسخة الورقية: لا تمويل سياسياً

سارة حطيط

الثلاثاء 2019/05/07
"حل أزمة تنظيف زجاج النوافذ بعد سنوات من تراجع الصحافة الورقية". بهذه العبارات، تطلق شبكة "الحدود" صحيفتها الورقية، وتعلن عن نفسها لجمهورها بهذا المانشيت الساخر.
 
فالصحيفة التي تعرف عن نفسها بـ"موقع مخصص للسخرية والكوميديا التي يصيبها السواد أحياناً"، قررت السير عكس التيار، واصدار نسختها الورقية، خلال حفلة الاطلاق في ستيشن بيروت، تحت عنوان "حفلة تأبين الصحافة الرقمية".

ومع أن شعار "تأبين الصحافة الرقمية" يبدو ساخراً ومفاجئاً، إلا أنه يحمل شيئاً من الدقة، في ظل تمدد الصفحات الالكترونية في مساحة الانترنت، بمحتوى متشابه، نادراً ما استقطب الجمهور بما هو جدّي وهادف. 

فالتنافس الآن يقوم على السرعة في إرسال الخبر، والعنوان الغامض، والمحتوى الجنسي، وأخبار الجرائم... وهو أمر لم تتبنّه شبكة "الحدود" التي تميزت بمحتوى صادم، وتخصصت في الأخبار الساخرة، وهو ما نجحت فيه كتجربة جديدة، تنتقل فيها من المحتوى الالكتروني فقط، الى المحتوى الورقي. 

والحال انها مغامرة جديدة تخوضها "الحدود"، متخذة بيروت مركزاً لها لإطلاق عددها "صفر"، خصوصاً في ظل أزمة الصحافة الورقية في لبنان، وإغلاق صحف ورقية أخيراً مثل "السفير"، و"الحياة" و"الأنوار"، والمستقبل". 

تعرف "الحدود" نفسها بالقول أنها تعود بالزمن وتطلق نسختها الشهرية المطبوعة على الرغم من "التراجع الكبير في الصحافة المطبوعة والادعاءات المتواصلة في الصحافة بأن المطبوع في طريقه إلى الموت".

هذه الخطوة تأتي بعد 6 سنوات من انشاء الموقع  الكترونياً، والتمكن من استقطاب جمهور من مختلف البلدان ليتابع وينتظر "نكتة" الحدود. ويؤكد أحد مؤسسي الموقع، عصام عريقات، لـ"المدن" أن أسباب عديدة دفعتهم الى اصدار نسخة مطبوعة، في طليعتها "رغبة القراء في الحصول على الجريدة بالاضافة الى استمتاعهم بقراءة المحتوى ورقياً أكثر من قراءته رقمياً". 

يعرف مؤسسو "الحدود" بالتأكيد أن أزمة التمويل دفعت العديد من المؤسسات الإعلامية الى الإقفال أو خفض عدد موظفيها، لكن بالنسبة إلى "الحدود" التي تحصل على تمويل من مؤسسات أجنبية معنية بحرية الرأي والتعبير، تطمح من خلال النسخة المطبوعة الى تأمين التمويل الكامل من الاشتراكات والقراء. 

ويقول عريقات انه حتى الآن، 7% من دخل "الحدود" يؤمّن بتبرعات القراء. ويتابع: "الإعلام المحترم يحصل على تمويل من قبل الحكومات بهدف تطوير البلد، لكن هذا مستحيل في عالمنا العربي، لذا لجأنا الى مؤسسات أجنبية تعنى بحريات الرأي والتعبير. لكن هدفنا المستقبلي الاستقلال في التمويل، والنسخة الورقية هي السبيل لتحقيق ذلك". 

"الحدود"، التي لا تعتمد على الإعلانات للحصول على أرباح، ولا تمويل سياسياً لها، نجحت في توزيع 7500 نسخة ورقية في عددها (صفر) نيسان/ابريل 2019. ويصدر العدد الأول هذا الاسبوع. أما التوزيع فسيكون في أنحاء العالم، بناء على اشتراكات سنوية تصل الى 60 دولار أميركي، للحصول على 12 عدد كل شهر. وحالياً تتواجد الصحيفة في مكتبات لبنان وبريطانيا فقط، كما ستكون متوافرة في مكتبات مدن جديدة خلال الأشهر المقبلة، وفق ما يقول عريقات. 


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024