السياسيون ينعون لبنان.. و"حزب الله" مطمئن

قاسم مرواني

الخميس 2021/04/01
من رئيس الجمهورية إلى رئيسَي الحكومة، المستقيل والمكلف، ورئيس المجلس النيابي، إلى حاكم مصرف لبنان ورجال سياسة ممسكين بمصير البلد ومتحكمين بكل شاردة وواردة فيه.. هؤلاء كلهم نعوا، عبر إطلالاتهم الإعلامية، لبنان، وأعلنوا عجزهم التام عن مواجهة التحديات القائمة. ومع ذلك، ما زالوا متمسكين بمناصبهم، مصرّين على تقاذف الاتهامات في ما بينهم، ولم يبق للشعب اللبناني إلا الصلاة والدعاء، علّ الله يستجيب له. 

في دردشة صحافية جرت، يوم الأحد الفائت، قال رئيس الجمهورية أنه يخشى أن الفوضى قد تكون آتية قبل أن يسلم لبنان بلداً أفضل مما كان، متمنياً لو أنه ورث بستان جده بدلاً من الوصول إلى رئاسة الجمهورية.. وهو تصريح أثار سخرية اللبنانيين في مواقع التواصل.


أما رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، فقد سار على طريق والده، مستودعاً اللبنانيين بين يدي الرب، سائلاً إياه الرأفة بهم، هو الذي أتى عبر صفقة مع باسيل وميشال عون إلى سدة رئاسة الحكومة، وسلم عبر تحالفاته الانتخابية، مفاتيح البلد، للتيار الوطني الحر، يعلن نفسه اليوم براء من كل الأزمة، ويبشر اللبنانيين بمستقبل قاتم، يدعي أنه ليس مسؤولاً عنه، ويدعو لهم بحسن الخاتمة. 


رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كان لديه أسلوبه الخاص، المعروف بالشاعرية، متخيلاً مشهداً رومانسياً لانهيار البلد، مشبهاً إياه بغرق سفينة التايتانيك. ولم ينتبه دولة الرئيس إلى أن سبب غرق "التايتانيك" هو اصطدامها بجبل جليدي، أما غرق البلد فهو سوء إدارة القبطان، ولا شك في أن دولة الرئيس، أسوة بما حصل خلال غرق السفينة العملاقة، قد حجز لنفسه قارب النجاة، مثله مثل باقي السياسيين والأثرياء اللبنانيين، ولن يغرق إلا من يملك الدعاء دون سواه.


واليوم، بشّر حاكم المصرف المركزي، اللبنانيين، بأن الدعم شارف على نهايته، وأنه لم يعد قادراً على الاستمرار، داعياً الحكومة إلى ترشيد الدعم. هو كلام يسمعه اللبنانيون منذ أشهر، وقبله سمعوا من الحاكم تطمينات عن وضع الليرة وتطمينات عن أن سعر الصرف سيعود إلى سبعة آلاف ليرة، حتى بات حاكم المصرف فاقداً للمصداقية وللثقة. 


وبين خوف جنبلاط، والتهويل الذي يمارسه أقطاب الطبقة السياسية، للضغط على بعضهم البعض، يبدو أمين عام "حزب الله" مطمئناً جداً. خطابه الأخير تطرق في معظمه كالعادة إلى الشؤون اليمنية والعربية والإيرانية، وعرّج في جزء يسير منه على الوضع اللبناني، وبدا حسن نصرالله راضياً عن دخول لبنان أكثر فأكثر ضمن المحور الإيراني، حيث بدت الحدود، بشكل غير رسمي، غير موجودة بين لبنان وسوريا والعراق وإيران. وعليه، يبدو أن انهيار البلد، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، لا يصب إلا في مصلحة حزب الله.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024