من دمشق: عرس أسطوري وفاتنات كرة السلة!

المدن - ميديا

الإثنين 2016/10/17
سوريا هي بلد المساواة والحضارة وحرية المرأة والانفتاح، هذا ما يستميت النظام السوري لإيصاله للعالم الغربي، عبر البرومو الترويجي لدوري كرة السلة النسائي، المنتشر بكثافة عبر الصفحات الموالية خلال اليومين السابقين.


وتظهر في الفيديو وجلسات التصوير للحملة الترويجية الضخمة، مجموعة من لاعبات كرة السلة السوريات من أندية في العاصمة دمشق (الوحدة، قاسيون، الثورة، الأشرفية، بردى)، ويظن المشاهد نفسه في سويسرا أو أميركا، ليس بسبب جمال اللاعبات وملابسهن الرياضية، التي توقف عندها الكثير من المعلقين عبر السوشيال ميديا، بل بسبب التصوير والموسيقى الفاخرة وإظهار الصالات الرياضية بطريقة فخمة جداً، وكأن الرياضيين في البلاد ينافسون بانتظام في الألعاب الأولمبية.



والحال أن تلك الفيديوهات ليست بريئة أبداً، بل هي نتاج عملية دعائية مخطط لها مع تمويل ضخم، كما أن العارف لطبيعة الحياة في سوريا تحت حكم "البعث"، يدرك كم هي مزيفة للواقع ومشوهة في نقلها لتفاصيل الحياة اليومية. والرياضة التي يتبجح النظام السوري برعايتها تحديداً هي من أسوأ القطاعات الحياتية على الإطلاق، ويصبح الأمر مأساوياً عندما يتعلق الأمر بالرياضة النسائية، علماً أن المباريات تقام معظم الوقت من دون جمهور.

وخلال الأشهر الأخيرة، يصر النظام على رسم صورة حضارية مشرقة له في وجه "الظلام" و"الإرهاب" الذي تمثله المعارضة من وجهة نظره، فروّج لحملات سياحية مختلفة بتقنيات تصوير متطورة، مثل التصوير الجوي بالطائرات واستخدام الكاميرات فائقة الدقة 4K، يظهر من خلالها "سوريا المفيدة" التي يسيطر عليها على أنها جنة الديموقراطية والحضارة في الشرق الأوسط، بطريقة مبالغ فيها، إلى درجة أثارت انتقادات روسية مرات عديدة لطريقة إدارة النظام للإعلام الرسمي، كان آخرها من الصحافية الروسية داريا أسلاموفا في لقائها مع رئيس النظام بشار الأسد قبل أيام.

ورغم الانتقادات الروسية لعرض صور الحياة الطبيعية في الداخل السوري، نشرت قناة "روسيا اليوم" مقطع فيديو عن "آخر أميركي في دمشق"، وفيها مقابلة مع توماس ويبر الرافض للرحيل عن دمشق رغم الأخطار الأمنية، والتي يعتبرها وطنه في مفارقة مضحكة رأتها القناة أمام مشهد السوريين الهاربين من البلاد، في تهكم واضح من معاناة اللاجئين والنازحين. وتعاود صفحات موالية (يوميات قذيفة هاون، ..) نشر المقطع كإشارة لاستمرار الحياة في البلاد رغم "الحرب الكونية".


إلى ذلك يتناقل ناشطون سوريون باستياء، مقطع فيديو يصور البذخ في إحدى حفلات الزفاف التي أقيمت قبل أيام في منتجع "أب تاون" الفخم في العاصمة دمشق، معتبرين ذلك "فضيحة للموالين"، لأن الحفلة تخص بشرى، ابنة المستشار العسكري في القصر الجمهوري بسام الحسن، وخالد، ابن نعيم الجراح، الملياردير المعروف بصفقاته المشبوهة مع رموز النظام السوري.

وصور الفيديو الترويجي لحفل الزفاف "الأسطوري"، بكاميرات مثبتة على طائرات من دون طيار، وبتقنيات عالية ودقة 4K، فيما لم تعرف التكلفة الإجمالية للحفل بعد.



وأشار ناشطون معارضون أن كمية الأموال التي أنفقت على الحفل تعادل ميزانية دولة صغيرة، في مقارنة مع البؤس الاقتصادي الذي تعيشه الغالبية العظمى من السوريين من مختلف الانتماءات السياسية، منوهين أن مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون هو الذي عقد القران، فيما أهدى رئيس النظام بشار الأسد العروسين سيارة "مرسيدس" بسعر 150 ألف دولار، مستذكرين هنا هدايا الأسد المخجلة  لعائلات القتلى من الجيش السوري، والتي وصلت وقاحتها مرة إلى إهداء ساعة حائط وماعز.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024