زياد أسود إذ يفضح أسرار العهد و"حزب الله".. لماذا؟

رين قزي

الجمعة 2020/05/22
لم يُفاجأ "حزب الله" بكلام النائب زياد أسود، عن سلاحه، في ظل الأزمة الحالية. فما قاله، هو حديث النخب والصالونات السياسية، ومدار نقاش بين الحزب وحلفائه منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السلطة على الأقل. 

لكن الجديد في الواقعة، أن هذا النقاش يخرج الى العلن للمرة الاولى بهذا الوضوح. ومع أن الحزب لم يعلق، كعادته على تصريحات حلفائه، الا أنه فتح نقاشاً في أوساط جمهور الحزب ومعارضيه، يشبه الى حد بعيد النقاش السابق الذي تلا تصريح وزير الخارجية السابق جبران باسيل حول "الصراع الإيديولوجي" مع اسرائيل، وحقها في حماية أمنها، والذي حسمه الأمين العام للحزب تلميحاً، بعد نحو أسبوع على إطلاق الموقف، بأنه غير مقبول. 

لكن الفارق بين التصريحين والشخصيتين اللتين صدر عنهما، جوهريّ. فأسود لا يتخطى موقفه إطار كشف ما هو مستتر. وهو أقل وزناً من باسيل في السياسة، وبطبيعة الحال، أقل تأثيراً. ومع أن الكشف الذي أدلى به عبر شاشة "أو تي في" العونية، تنطبق عليه صفة الرسالة، إلا أن لأسود سجلّاً متوتراً في العلاقة مع الحزب وجمهوره، استناداً الى مسار الانتخابات النيابية الأخيرة في جزين، حيث يترشح هو، والتوتر الذي ساد خلالها، فضلاً عن حدّته في التصاريح التي وضعته في سياق علاقة غير سوية مع جمهور الثنائيّ الشيعي. 

والواقع أن أسود لم يقل جديداً، ولم يكشف أمراً مخفياً. لا ينكر أحد أن العقوبات على حزب الله، مثلت أحد أسباب الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وأن جزءاً كبيراً من الضغوط مرتبط بتسلح الحزب وصراعه مع إسرائيل. 

لكن أسود أحال تأثير السلاح الى مستقبل العهد وإنجازاته، واعتبر أن السلاح سبب في تفاقم أزمة العهد اقتصادياً، مع إدراكه بأن ميشال عون نفسه كان يعرف هذا الثمن حين أوصله "حزب الله" الى موقعه ضمن صفقة لها تداعياتها. وقد راهن عون على تطورات إقليمية ودولية لتطويق تلك التداعيات، لكن رهاناته لم تتحقق في ظل ضغط أميركي إضافي وموقف حاسم لمنع إيران وحلفائها من الوصول الى مصادر التمويل.

غير أن كتم تلك الحقائق، خالفه أسود بتصريحه ليفتح النقاش مجدداً، وهو ما حاول جمهور الحزب النظر اليه من باب المسببات والموجبات التي دفعته للكشف. فهل يحاول التبرير لأسباب وقوع العهد تحت ثقل الأزمات المالية والاقتصادية؟ وهل يضغط على "حزب الله" لرفع التزاماته حيال ملفات حلفاء له في الساحة المسيحية مرتبطة بالفساد؟ وهل يوجه رسالة للحزب بضرورة الاختيار بين الحلفاء المسيحيين ضمن سجالات الساحة المسيحية الممهدة لمعركة رئاسية مبكرة؟ وهل ينتقم من الحزب على مواقفه غير المؤيدة لبعض مطالب "التيار الوطني الحر" من الحكومة، ومن ضمنها تصويته ضد إنشاء معمل الكهرباء في سلعاتا؟ 

كل تلك الأسئلة وردت في تغريدات جمهور الحزب، والتي أظهرت التباينات بين الفريقين، وتنامي الخلافات حولها. وشرّعت الباب، في المقابل، لأسئلة الخصوم عن موقف الحزب، ومستقبل العلاقة بين الطرفين. وهي أسئلة لا إجابات رسمية عليها حتى الآن، فما يُقال يبقى ضمن إطار "حكي القرايا".. بينما موقف الحزب في ملف حساس بهذا المستوى، لا يستطيع إلا قادته الكبار التعليق عليه في العلن. وكل شيء غير ذلك، يبقى نقاشاً سابحاً في هواء صفحات التواصل الاجتماعي.
 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024