"المستقبل" تودّع قراءها: "ما خلصت الحكاية"

المدن - ميديا

الخميس 2019/01/31

طوت صحيفة "المستقبل" اليوم آخر صفحاتها، مودّعة قرّاء نسختها الورقية بعبارة "20 عاماً.. وما خلصت الحكاية". وأوضحت أن 14 حزيران 1999 كانت الانطلاقة ورقياً، و14 شباط 2019 ستجدد الانطلاقة رقمياً.

وفيما أعلنت الصحيفة توقفها عن الصدور ورقياً ابتدءاً من يوم غد، قالت في عددها الأخير: "إذ يوجز العدد الورقي الأخير حكاية وطن وجريدة بمختارات من أبرز المانشيت السياسي والأحداث التي عصفت بالبلد على مر العقدين الأخيرين، يبقى العزاء في أن الحكاية ما خلصت، وتستمر المهمة بأشكال أكثر حرفية وأنماط إعلامية باتت تفرض نفسها على الساحة الإعلامية، تماماً كما يحدث في العالم ومن حولنا".

واستعادت الصحيفة في 16 صفحة من عددها الأخير أبرز أغلفتها وصفحاتها الأولى القديمة، بينها تغطية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. وقالت في مقالها الوداعي: "على مدى عشرين عامًا من مواكبة الهم الإنساني والوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي والبيئي والرياضي وغيره، اختارت المستقبل الانحياز الى تزكية الحوار والنقاش بين اللبنانيين، بعيداً عن سياسة "فرق تسد"، فكانت "الصوت الذي لا يعلو فوق صوت البلد، والقلم الذي سطر بالدم يوميات أليمة، وقبلها سطر بالأمل العدد الأول في 14 حزيران من العام 1999، يوم احتضنت العاصمة بيروت نحو 18 ألف مستمع من لبنان والدول العربية والأجنبية ممن حضروا ليطربوا على صوت مغني التينور الإيطالي لوتشيانو بافاروتي. فكان الموعد مع العدد الأول".

وكانت إدارة "المستقبل" قد أعلنت في وقت سابق أنها قررت وقف إصدار نسختها الورقية بدءاً من 1 شباط/فبراير المقبل، والتحوّل إلى جريدة رقمية بالكامل، مرجعة السبب إلى "التحولات التي تشهدها الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، والتراجع المتواصل الذي تشهده السوق المحلية في المبيعات والمداخيل الإعلانية". وأشارت الادارة، في بيان، الى أنها أوكلت مهمة تحويل الجريدة إلى منصة رقمية وإدارة هذه المنصة إلى الزميل جورج بكاسيني.

إلى ذلك، أعربت نقابة محرري الصحافة اللبنانية عن أسفها لاقفال جريدة "المستقبل" واحتجابها عن الصدور نهائياً، بعد مرور عشرين عاماً على انطلاقتها يوميّة من دون إنقطاع. واعتبرت النقابة، في بيان اصدرته اليوم الخميس، أن غياب "المستقبل" يعكس "عمق الأزمة التي تعانيها الصحافة الورقيّة في لبنان، وقد سبق لدور صحافيّة عريقة أن أقفلت ابوابها لأسباب ماليّة أو غير ماليّة. وقد تسبّبت هذه الأزمة بإلقاء مئات الزملاء في اشداق البطالة، بعدما باتوا عاطلين العمل. كما أن الكثيرين منهم لم يحصلوا بعد على ما يستحقون من تعويضات تليق بإخلاصهم للمؤسسات التي عملوا فيها ومنحوها زهرة اعمارهم، ورفدوها بمواهبهم واقلامهم".

وتمنّت النقابة على القائمين على الصحيفة "العمل على ضمّ الزملاء المصروفين إلى الموقع الالكتروني الذي يحمل اسم الجريدة، وإن تعذّر ذلك إعطاء تعويضات عادلة تنسجم مع التضحيات التي قدموها طوال فترة عملهم"، مشيرة إلى أنها راجعت إدارة الجريدة في شأن الزملاء العاملين فيها فأكدت انهم سيحصلون على حقوقهم كاملة وستدفع لهم تعويضات لائقة.

كما طالبت النقابة الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه الأزمة التي تعيشها الصحافة الورقية، وباتخاذ إجراءات فورية لوقف ما يطالها من تدهور، في إنتظار "المؤتمر الوطني لإنقاذ الصحافة اللبنانية"، الذي دعت اليه نقابة المحررين، حيث "يؤمل وضع إستراتيجيّة توفر ديمومة استمرار هذا القطاع الذي كان وما زال يمثل ذاكرة لبنان السياسيّة والفكرّية والثقافية والاجتماعية، والشاهد على التحوّلات التاريخية فيه، ومن العار التنكر لهذا الأرث العظيم".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024