ديما جمالي.. الحساب يتخطى سوء التعبير

نور الهاشم

الجمعة 2019/06/07
لم ينهِ البيان الذي أصدره المكتب الاعلامي للنائبة ديما جمالي، الجدل حول تغريدتها، رغم أن المقصد كان واضحاً بإظهار طرابلس مدينة عيش مشترك، في مقابل محاولات أدلجة المدينة بعد الهجوم الارهابي الاخير ليلة عيد الفطر، وتكريسها بصورة نمطية مرتبطة بالتشدد الاسلامي السني. 
وجمالي، بدا واضحاً أن التعبير خانها عندما ذكرت في تغريدتها ان المدينة جامعة للمسلمين وغير المسلمين، وكان يفترض أن تختار عبارات أخرى غير دينية لكتابة التغريدة. كانت بحاجة الى مزيد من الابتكار، والانتقائية للمفردات، بدلاً من التصرف على سجيتها، أو كتابة كليشيهات وعبارات عادة ما يختارها الهواة أو تلامذة الجامعات في معرض تأكيد دور طرابلس وهويتها العابرة للطائفية. 

لا يختلف اثنان على أن تجربة جمالي السياسية لا تزال يافعة، وهي بحاجة الى مستشارين، كما كل السياسيين، لعدم الوقوع في مطبات لا ينفذ منها الا المخضرمون في السياسة. وهو أمر طبيعي، ومعتاد، ولا يحتاج الى هذا الكم من التصويب عليها، أو انتظارها على هفوة ليطاول المنتقد الرئيس الحريري على إثرها، وليس أقلها الدعوات للحريري بإزالة الهاتف من يدها، كما لو انها طفلة!

في الواقع، التصويب على جمالي هو تصويب سياسي، الأول على الحريري، كونها كانت خياره الوحيد في الانتخابات الفرعية الاخيرة في طرابلس، وتصويب على "المستقبل" من بوابة هفوات جمالي أو رلى الطبش وغيرهما من شخصيات التيار، لإظهار الجيل الجديد من التيار بصورة غير كفوءة، وهو استهداف غير بريء. 

جمالي تحتاج الى مستشارين يتقنون لعبة الظهور الإعلامي، وكذلك الطبش، لاحتساب الخطوات السياسية وانعكاسات أي خطوة على واقعها السياسي حيثيتها الحزبية أو الطائفية او المناطقية. لكن جَلدَها بهذه الطريقة، واستهداف الحريري من خلفها، ليس بريئاً. 

وكانت الطبش قالت: "دلوني على مدينة لبنانية فيها شارع للكنايس ومقابر بوسطها لغير المسلمين وحوانيت ومؤسسات كذلك لغير المسلمين. طرابلس كانت وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مدينة عربية عريقة مؤمنة وثغر من ثغور الامتداد الحضاري للعروبة ولرسالته الخالدة الداعية إلى صراط ربها المستقيم". 

وبعد ظهور الحملات ضدها، قال مكتبها الاعلامي في بيان: "نفياً للصورة التي تحاول بعض الأبواق إلباسها لطرابلس بعد الحادثة الإرهابية المستنكرة التي ضربت المدينة منذ أيام، وعملاً لإظهار المدينة مهداً للعيش المشترك وللتأكيد على ذلك غرّدت مساء اليوم النائب د.ديما جمالي، إلا أن المتربصين بالدكتورة جمالي منذ انتخابها وإعادة انتخابها، لا ينفكّون يستغلون أي ثغرة لغوية أو مطبعية أو هفوة إعلامية بهدف تشويه صورة أو مواقف النائب جمالي". 

وأضاف البيان: "يهيب المكتب الإعلامي للنائب الدكتور ديما جمالي، بالغيارى، وقبل الشروع بالحملات الإلكترونية غير المبررة، التمعّن في قراءة التغريدات وفهم مضمونها ووضعها في إطار الظروف السياسية والأمنية التي تمرّ فيها البلاد، لا سيما طرابلس والنظر إلى الموقف الذي أطلقته النائب جمالي من منظار أنها نائب عن مدينة طرابلس تعمل على انتزاع الصورة التي يحاول البعض إلصاقها بالمدينة، وتسعى إلى ذكر كل ما يمكن ذكره، والإضاءة على كل ما من شأنه التذكير بالطابع التاريخي والحالي لطرابلس كمدينة جامعة إحدى أبرز ركائزها ونقاط قوتها العيش المشترك بين أبنائها". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024