كيف برّأ "أبو طاقة" فتاة سورية من تهمة الزنا؟

المدن - ميديا

الأحد 2019/04/14
تردد فتاة في مطلع العشرينيات، قسماً يتلوه عليها شخص مجهول، تؤكد فيه انها كانت فتاة عذراء لدى زواجها. تنهي القسم، قبل أن يطلب منها ما بدا على أنه "شيخ"، أن تخرج من طاقة ضيقة. هي طاقة صغيرة، خرجت منها، بجسدها اليافع، بصعوبة، قبل أن يتلقفها من الخارج اشخاص كانوا الى جانبها في مقام "ابو طاقة". 
هذه الواقعة، ظهرت في مقطع فيديو قصير انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فتاة في غرب سوريا (قال البعض انها من ريف اللاذقية) متهمة بالزنا، واستطاعت أن تخرج بريئة من التهمة، بالنظر الى انها استطاعت الخروج من كوة صغيرة تقع في المكان.

قال مغردون ان هذا الخروج بسلاسة، هو اختبار لعذريتها. فلو لم تستطع الخروج، لكانت حُكمت بأنها زانية، وهو ما أشعل مواقع التواصل باستياء من موروث اجتماعي ما زال قائماً في سوريا.

ويتضمن المزار الواقع في قرية ربعو في شرق مدينة مصياف في ريف حماة، كوّة في جدار القبة الجنوبي، بطول 32 سم وعرض 23 سم. ويأتي إليها الناس من جميع أنحاء سوريا للفصل القاطع في قضية ما، نزاع أو سرقة أو حتى جريمة قتل. فيقسم المتهم أمام صاحب الحق على كتاب دينه، بغض النظر عن مذهبه، ثم يُدخل جسده في فتحة الطاقة المتصلة بداخل المزار. 

وإذ رفض بعض المغردين إعادة نشر الفيديو، كونه يشهّر بالفتاة، أو يشهّر بطائفة، أو بمنطقة جغرافية بحالها، قال البعض إن هذا الموروث يجب ان يتوقف، وأن يُمنع وضع الفتيات في اختبار مشابه. 

وعلى الضفة المقابلة، سأل مغردون آخرون عما إذا كان وزن الفتاة يزيد خمسة كيلوغرامات إضافية، كيف يمكن لها أن تخرج حتى لو كانت بريئة. وقال مغرد: "كانت ستُدان بجريمة لم ترتكبها، كذلك ستنفذ امرأة نحيفة حتى لو كانت مرتكبة". 

ومزار "ابو طاقة"، الواقع في قرية "ربعو"، شرق مدينة مصياف في ريف حماة، هو مزار الشيخ يوسف بن عفيف الدين من آل جعفر بن أبي طالب، وهو أحد أولياء الطائفة العلوية، وافته المنية في عام 450 للهجرة، ويعرف هذا المقام شعبياً باسم "ابو طاقة". هو مزار علوي  واشتهرت "طاقته" بقدرتها على كشف الكاذبين مهما حاولوا إخفاء كذبهم. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024