فَبركَت خبراً عن تظاهرات الطلاب: الوكالة الوطنية.. أم العونية؟

المدن - ميديا

الجمعة 2019/11/08
نشرت "الوكالة الوطنية للإعلام" خبراً بعنوان "منظمات دولية أبلغت السلطة الرسمية اللبنانية قلقها من مشاركة اولاد في مسيرات من دون مرافقة ذويهم"، وقالت فيه إنّ هذه المنظمات المزعومة عبّرت عن قلقها لـ"رؤية اولاد صغار يشاركون في مسيرات شعبية من دون مرافقة من ذويهم، ما يناقض شرعة الامم المتحدة في ما يخص الاولاد، والتي تحدد اعمارهم بما دون الثماني عشرة سنة".


وفي حين لم تذكر الوكالة أسماء أي من هذه المنظمات التي نسبت إليها الخبر، زعمت بأنها أبلغت المسؤولين اللبنانين عن "ضرورة مرافقة الأهالي لأولادهم في كل خطوة يقومون بها خارج الإطار العائلي لأنهم، وبحسب الشرعة الدولية، ليست لديهم المناعة والخبرة اللازمتان لدفعهم الى اماكن واتجاهات قد لا يدركون خطورة توجهاتها الفعلية".


ولاقى خبر الوكالة انتقادات في مواقع التواصل، خصوصاً أن صيغة الخبر وتجهيل المصدر أثارت شكوكاً حول صحته. فالقصة هنا ليست مصادر رئاسية أو سياسية أو أمنية، ليتم التغاضي - كما العُرف اللبناني - عن تجهيلها، بل الكلام عن منظمة دولية أسدت نصيحة بشأن الأطفال اللبنانيين، ومؤكد أن مثل هذه المنظمات لا تطلب تجهيلها في أخبارها، خصوصاً أنها - بحسب الخبر - وجهت النصيحة للسطات الرسمية اللبنانية!

واتهم مغردون الوكالة بالفبركة وفقدان مصداقيتها، إذ إنها باتت تقارب الانتفاضة والتظاهرات بأسلوب وأداء إعلام السلطة نفسه، وعلى رأسه قناة "أو تي في"، التي باتت علامة فارقة في الفبركات وبث الأكاذيب والشائعات.

وفي السياق، قال أحد المغردين: "الوكالة الوطنية للاعلام فقدت مصداقيتها من بعد تمرير ما يسمى مرسوم مفعول رجعي لتنحية لور سليمان. بعتقد بعد كم خبر من هالنوع وبصير ضيع إذا عم إقرا OTV"، وسأل آخر: "الوكالة الوطنية للإعلام أم الوكالة العونية؟".

وبات واضحاً التغيير الذي طرأ في تغطية الوكالة للثورة والتظاهرات بعد إقالة مديرتها السابقة، لور سليمان، بشكل مفاجىء، وتعيين الكاتب زياد حرفوش مكانها. إذ إنّ القرار الذي اندرج في خانة التطهير السياسي الذي يقوم به "التيار الوطني الحر" في الإدارات الحكومية لتعيين موالين له، أتى عقب التغطية الإيجابية والداعمة للثورة، التي أظهرتها الوكالة تحت إشراف سليمان.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024