حكومة "كليلة ودمنة".. هل يظنوننا أطفالاً؟ أم أنهم السذّج؟!

المدن - ميديا

الأربعاء 2021/09/15
لم تختبر السياسة اللبنانية مناورات وزارية، كما هي حال وزراء هذه الحكومة الذين يضخون جرعات تفاؤل، ويعمدون الى الالتفاف على الوقائع بصياغة لخطط العمل، تنطلق من الاستشهاد بنصوص الأطفال في كتب القراءة المدرسية وبحكايات الحيوانات. 
يتكرر المشهد يومياً، من وزير الاقتصاد أمين سلام الذي روى قصة ضفادع، الى وزير العمل مصطفى بيرم الذي روى قصة عصفور حاول إطفاء حريق الغابة التي يحب، بخطوات "على قدّه"، وذلك في مراسم التسلم والتسليم مع وزيرة العمل السابقة لميا يمين. إذ حاول بيرم الدفع برسائل ايجابية حول القيام بجهود بسيطة، تؤدي في نهاية المطاف الى انجازات كبيرة وتخمد الأزمات. 


وبيرم، كما سلام، أنزل قصصاً بألسنة الحيوانات من غير سياق. يبدو أنهما يعوضان فيها عن نقص في التعبير اللغوي المباشر. لم يمضيا الى إغداق الوعود، كما جرت العادة مع وزراء سابقين، بل حاولا أن يقاربا الملفات بطريقة مغايرة، على طريقة أمثلة صغيرة مأخوذة من تجارب في البرية. 

هذا النوع من الخطاب المستجد على السياسة اللبنانية، أثار نفوراً حول طريقة تخاطب الوزراء مع أفراد الشعب. لماذا الالتفاف على التصريح المباشر؟ هل يظنوننا أطفالاً؟ هل يضحكون علينا أم أنهم هم السذّج في السياسة والإدارة؟ وهل ستنجح هذه المناورة في إقناع الناس بأن الوقت للعمل؟ وأن الحكومة هي "حكومة العزم والأمل" كما أطلقت على نفسها في مسودة البيان الوزاري الذي تقره غداً الخميس، استعداداً لعرضه على مجلس النواب يوم الاثنين المقبل؟ 


ذهب اللبنانيون الى السخرية من هذا النوع من الخطاب، ووصفوا الحكومة بأنها "حكومة كليلة ودمنة"، وسأل آخرون ما إذا كان "لافونتين حاضراً في الحكومة"، في اشارة الى الكاتب الفرنسي الذي كتب قصة النملة والصرصور. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024