حرب دعائية روسية: ما مصير مقاتلي "داعش"؟

المدن - ميديا

الخميس 2017/11/09
مازالت المعركة التي خاضها النظام السوري من جهة، وقوات التحالف الدولي من جهة ثانية، ضد تنظيم "داعش" في شرق وشمال سوريا، نظيفة إلى حد كبير، لأنها حتى اللحظة مازالت خالية من الصور التي تظهر مقتل الدواعش الذين خرجت أعداد كبيرة منهم من مدينة الرقة نحو مكان آخر في وادي الفرات شرقي دير الزور، وكذلك حالهم بالنسبة لتواجدهم السابق داخل مدينة دير الزور.


وبدأت وسائل إعلام روسية مثل "سبوتنيك و"روسيا اليوم" حملة دعائية تتهم فيها الولايات المتحدة بأنها تنقل قياديي "داعش" خارج مدينة الميادين قبل أسابيع من بدء النظام السوري وحلفائه عملية عسكرية لاستعادة المدينة، فيما تناقلت وسائل إعلام سورية معارضة ووسائل إعلام أميركية أنباء قبل أسبوعين عن أن طائرات روسية نقلت قياديين في التنظيم ومقاتليه وعائلاتهم بطائرات خاصة من مطار القامشلي شمال شرقي البلاد إلى الشيشان.

واللافت في الحملة الحالية أنها تعتمد فقط على التسريبات غير المؤكدة نقلاً عن سكان محليين لا يتم تحديد هويتهم في أي من الأنباء المتداولة بغض النظر عن اتجاه الوسيلة التي تنقلها، من دون تقديم معلومات موثقة أو صور أو مقاطع فيديو مرافقة، ما يؤكد طبيعتها الدعائية التي تقوم على حشد جمهورها الخاص عاطفياً فقط، من دون أن تكون مواداً إعلامية قيمة تكشف خفايا الصفقات المشبوهة مع التنظيم.

وبعد هجوم نيويورك الإرهابي مؤخراً، يزداد القلق العالمي حول تسرب مقاتلي "داعش" من سوريا والعراق إلى دول غربية، أو عودتهم إلى بلادهم الأصلية، حيث يشكلون أكبر خطر إرهابي حالياً، لكن اختفاءهم عن الصور، باستثناء صورة واحدة نشرتها "قوات سوريا الديموقراطية" لعدد من مقاتلي التنظيم بعد أيام من سيطرتها على الرقة، يعتبر فضيحة على نطاق واسع، لأن الحرب التي أعلن فيها الانتصار لم تتمكن من تحقيق أهدافها تقنياً بالقضاء على التنظيم.

إلى ذلك تشكل الحرب الدعائية الحالية محاولة استباقية للرد على اتهامات الطرف الآخر، خصوصاً أنها تتمحور حول تساؤلات متبادلة حول شرعية وأخلاقية عقد صفقات مع التنظيم المتشدد، وهو أمر قامت به مختلف الأطراف، بداية بحزب الله اللبناني الذي نقل مجموعة من مقاتلي التنظيم من جرود بعلبك على الحدود السورية اللبنانية نحو دير الزور، والاتفاق الذي عقدته قوات التحالف مع مقاتلي التنظيم في الرقة لتأمين خروجهم من المدينة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024