إيريك زيمور الذي جعل ماري لوبان "بريئة تقريباً"

المدن - ميديا

الأربعاء 2021/09/15
أعلن الصحافي والمعلق الفرنسي إيريك زيمور، أحد الأصوات المحسوبة على اليمين المتطرف في البلاد، استقالته من تقديم برنامجه التلفزيوني المسائي، ما زاد التكهنات حول خططه لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

زيمور البالغ من العمر 63 عاماً، والكاتب السياسي السابق في صحيفة "لو فيغارو"، مدان بالتحريض على الكراهية وهو معروف بخطاباته التلفزيونية ضد الهجرة والإسلام، ودعا مرات متعددة لحظر اسم "محمد" على الفرنسيين بوصفه اسماً دخيلاً، حسبما نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وبعد نشر ملصقات تقول "زيمور رئيساً" في أجزاء من باريس في وقت سابق من الصيف الجاري، ورد أن أنصاره يجمعون الأموال لحملة محتملة، بينما يبدأ زيمور جولة ترويجية لكتابه الجديد هذا الأسبوع يلتقي خلالها المعجبين في الأماكن الكبيرة مع المشي لمسافات طويلة، على الرغم من أنه لم يعلن بعد عن ترشيحه للرئاسة رسمياً.

وكانت هيئة الرقابة على وسائل الإعلام في فرنسا، قررت تصنيف زيمور على أنه سياسي وليس صحافياً. وهذا يعني أنه في يوم الاثنين الماضي، لم يكن أمام القناة التلفزيونية الإخبارية "CNews" سوى وقف بث برنامج زيمور مؤقتاً. وينص القانون الفرنسي على أنه يجب أن يكون هناك توازن في البث المباشر بين المرشحين السياسيين والأحزاب.

ويوصف زيمور عموماً بأنه الرجل الذي يجعل السياسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان الشهيرة بمواقفها المعادية للهجرة واللجوء، تبدو ناعمة ولطيفة. كما تعرض للهجوم من جماعات حقوقية تقول أنه يحرض على الكراهية والعنصرية والتفرقة العرقية. وأطلق عليه ألقاب مثل "نبي التشاؤم" و"بائع نهاية العالم".

وعلى مدار العقد الماضي ، تصدّر زيمور باستمرار قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، عبر كتبه التي تحذر من أن فرنسا "ستختفي" أو تصبح "جمهورية إسلامية" في غضون قرن إذا لم تقم بقمع الهجرة. وفي كتابه الجديد الصادر هذا الأسبوع، قارن بينه وبين دونالد ترامب كشخصية تلفزيونية تتعامل مع الطبقة السياسية.

وبينما تشير استطلاعات الرأي حالياً إلى أن الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قد يصلان إلى الجولة النهائية من السباق الرئاسي في نيسان/أبريل 2022، فإن الأحزاب الرئيسية لم تتخذ قراراً بعد بشأن المرشحين.

وفي مقابلة تلفزيونية قبل أيام، قال زيمور أنه يفكر في الترشح للرئاسة "لأنني أعتقد أني فرنسا في حالة يرثى لها تماماً وأن فرنسا التي أحبها تختفي". وأضاف الرجل المولود في باريس من حلاق يهودي أمازيغي هاجر من الجزائر في خمسينيات القرن الماضي، أنه سيمنع العائلات من أعطاء أبنائهم أسماء غير فرنسية، وهذا يعني أنه لن يكون بإمكان الأهل تسمية أبنائهم بمحمد كاسم أول، بل يمكن استخدامه كاسم وسط فقط.

وانتقد الموسيقار الفرنسي جان ميشال جار، الجالس على طاولة حوارية مع زيمور مساء السبت الماضي، القانون المقترح بشأن الأسماء الأولى، قائلاً أنه سيكون خطأ وسخيفاً. واستشهد جار بالمملكة المتحدة كمثال إيجابي لدولة أوروبية حيث يُطلق على العديد من الأطفال اسم محمد. ورد زيمور بالقول أن تصويت المملكة المتحدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أظهر كيف أن الطبقة العاملة البريطانية "لا تستطيع تحمل الهجرة".

وقال زيمور أيضاً أن منطقة سين سان دوني شمالي باريس "لم تعد فرنسية" وأن بها الكثير من الأشخاص من أصول عربية وأفريقية لدرجة أنها أصبحت "قارة أخرى". ورد رئيس الحزب الاشتراكي في دائرة سين سان دوني، على زيمور: "مشروعه الوحيد هو تقسيم الشعب الفرنسي وتفتيت المجتمع".

وحسب استطلاعات الرأي الحالية، يحظى زيمور حالياً بموافقة 7 إلى 8% فقط من أصوات الناخبين وهي نسبة منخفضة للغاية لا تؤهله للوصول إلى الجولة الثانية، لكن تلك النسبة ارتفعت من 5% قبل فترة. وينظر إليه بالتالي على أنه عامل يساعد على تضاؤل نتائج كل من لوبان.

إلى ذلك، أدين زيمور في العام 2010 بالتحريض على الكراهية العنصرية بعدما قال لبرنامج حواري تلفزيوني أن تجار المخدرات كانوا في الغالب من "السود والعرب". وفي الأسبوع الماضي، تمكن من إلغاء إدانته بالتحريض على الكراهية بسبب خطاب عن الإسلام والهجرة ألقاه في باريس العام 2019، بينما تم تأجيل محاكمة منفصلة للكراهية تتعلق بالتعليقات التي أدلى بها حول الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم على التلفزيون في أيلول/سبتمبر الماضي.

وعلق المرشح اليساري للرئاسة جان لوك ميلينشون، بأن زيمور نجح في تلويث النقاش العام، وجعل لوبان اليمينية المتطرفة تبدو "بريئة تقريباً، وهو ما لم تكن عليه أبداً".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024