إيران تقطع الإنترنت لمحاصرة "احتجاجات المياه"

المدن - ميديا

الخميس 2021/07/22
تعطلت خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران بعد أسبوع من احتجاجات في جنوب غربي البلاد بسبب نقص المياه، ووقوع اضطرابات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، حسبما ذكرت جماعة مراقبة، الخميس.

وعزت مجموعة الدفاع عن الوصول إلى الإنترنت "نت بلوكس" جزءاً من الاضطراب إلى "ضوابط معلومات الدولة أو إغلاق الإنترنت المستهدف"، كما حددت حالات الانقطاع بداية من 15 تموز/يوليو الجاري عندما بدأت الاحتجاجات في خوزستان وسط جفاف أثر على المنطقة الغنية بالنفط المجاورة للعراق.

وبينما واصلت خدمة الخطوط الأرضية العمل، حذرت "نت بلوكس" من أنّ تحليلها وتقارير المستخدمين "كانت متسقة مع تعطيل إقليمي للإنترنت يهدف إلى السيطرة على الاحتجاجات"، مضيفة أن الأعطال تمثلت بـ"إغلاق شبه كامل للإنترنت من المرجح أن يحد من قدرة الجمهور على التعبير عن السخط السياسي أو التواصل مع بعضهم البعض والعالم الخارجي".


لم يكن هناك اعتراف بتعطيل الإنترنت في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق، حسبما أفادت وكالة "أسوشييتد برس"، لكن  مجموعات ناشطين في الخارج تحدثت عن اضطرابات الإنترنت في المنطقة في الأيام الأخيرة أيضاً.

وكانت إيران شدّدت سيطرتها على الإنترنت منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في البلاد العام 2009 واحتجاجات "الحركة الخضراء". وقامت طهران بتعطيل كامل للإنترنت في البلاد، في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، خلال الاحتجاجات على أسعار البنزين.

إلى ذلك، أعلنت شريحة واسعة من اللجان والنقابات في إيران عن دعمها للاحتجاجات. وأصدرت "رابطة الكتاب الإيرانيين"، الأربعاء، بياناً أعلنت فيه عن دعمها للاحتجاجات، مطالبة بوقف إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من قبل قوات الأمن، وعدم تشويه صورة الاحتجاجات، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية معارضة.

وانتقد بيان الرابطة التعتيم الذي تمارسه الصحافة الإيرانية، ودعت الكتاب والصحافيين والناشطين المستقلين ومحبي الحرية إلى "عدم الرضوخ" حسب تعبيرها، فيما تضامن معلمون وطلاب جامعيون ونقابات عمالية في مواقع التواصل مع الاحتجاجات التي اندلعت بسبب شح المياه في منطقة خوزستان منذ الخميس الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو للاحتجاجات في مناطق عدة من خوزستان، تعامل قوات الأمن بالشدة مع المحتجين. وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 في إيران. وهي من المناطق التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب. وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات.

في ضوء ذلك، أصدر المجلس التنسيقي لنقابة المعلمين في إيران بياناً أعلن فيه عن دعمه للاحتجاجات، مشيراً إلى أن "السلطات تحاول دائماً أن تنسب تلك الاحتجاجات إلى الأجانب"، وأضاف أن "المطالب بدعم احتجاجات الشعب المظلوم في خوزستان ارتفعت في جميع أنحاء البلاد، ما يعكس أن المطالبة بالحقوق والاحتجاج من أجل تلبيتها شأن لا يمكن محوه ولا يمكن إخماده أيضاً بالقمع".

من جانبهم، أصدر عشرات الناشطين السياسيين والمدنيين بياناً للرد على قمع الاحتجاجات. ونشرت الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، مسيح علي نجاد تغريدة أعربت فيها عن شكرها لإجراء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً معها بشأن محاولة اختطافها من قبل المخابرات الإيرانية، قبل أن تتطرق إلى أن النظام الإيراني يقتل الأبرياء في خوزستان.


كما بعثت المحامية الشهيرة نسرين ستوده، برسالة من داخل سجن "قرجك ورامين" كتبت فيها أن الناس في خوزستان والعديد من المدن الإيرانية "محرومون من المياه وأنهم يتعايشون مع هذه الأزمة منذ سنوات عديدة"، وأعربت عن تضامنها مع أسر ضحايا احتجاجات خوزستان وطلبت من "القوات الأمنية والشرطة الامتناع عن مهاجمة أبناء جلدتهم".

في السياق، أعلن مئات السينمائيين الإيرانيين عن تضامنهم، وكتب حسين علي زاده، الموسيقار والملحن الإيراني البارز، في رسالة قصيرة إلى المحتجين في خوزستان: "ماء أم دم؟ شعب خوزستان الأبي يريد الماء لا الدم! اسمع، إنه صوت قلب إيران، ينبض"، بينما أعرب أكثر من 330 سينمائياً وناشطاً ثقافياً وفنياً عن تضامنهم مع أهالي خوزستان الذين "سئموا الظلم والعنف والتمييز".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024