إيران: جيشنا الإلكتروني نصف مليون "حارس لقيم الثورة"

المدن - ميديا

الإثنين 2019/09/09
كشف غلام رضا سليماني، قائد ميليشيا الباسيج، الخاضعة لإشراف الحرس الثوري في إيران، تشكيل 1000 كتيبة سيبرانية تستخدم للسيطرة على البيئة الاجتماعية.


ونقلت وسائل إعلام محلية، تصريحات لسليماني قال فيها أن منظمات الباسيج قامت بتجنيد الآلاف من مستخدمي مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن "الباسيج أنشأ ألف كتيبة إلكترونية بهدف تعزيز حضور القوى الثورية في الفضاء الإلكتروني".

ومن الناحية العسكرية فإن قوام كل كتيبة، حوالى 500 شخص، وبالتالي فإن تشكيل ألف كتيبة إلكترونية يعني تجنيد نصف مليون شخص لمراقبة الإنترنت ومواقع التواصل التي تخشاها السلطات الإيرانية لدورها المحوري في الاحتجاجات الشعبية.

ولم يذكر سليماني حجم أو مصدر التمويل الذي استخدمته منظمة الباسيج لتنظيم نصف مليون شخص، لكنه أكد أن هذه الكتائب السيبرانية "مكونة من شباب لديهم دوافع وحماس وتخصص في الفضاء الإلكتروني".

وكانت إيران أعلنت، الشهر الماضي، إنشاء "وزارة الثقافة رقم 2"، ومهمتها مراقبة الفضاء الإلكتروني والإنترنت ومواقع وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي. فيما يمارس "المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني"، الذي تأسس بأوامر من المرشد الإيراني، علي خامنئي، دور الرقابة المشددة، وصنفته الولايات المتحدة في لائحة العقوبات لقيامه بحجب آلاف المواقع والتطبيقات وحرمان الإيرانيين من التداول الحر للمعلومات.

ويُعتبر المجلس الذي يقوم بالتخطيط والمراقبة للفضاء السيبراني، مسؤولاً أيضاً عن حملة القمع ضد الصحافيين والمنتقدين وناشطي مواقع التواصل في إيران. علماً أن طهران تحظر مواقع التواصل منذ احتجاجات العام 2009 التي قُمعت بعنف دموي، لكن العديد من الإيرانيين يستخدمون برامج كسر الحجب لدخول المواقع والتطبيقات.

والحال أنه منذ خريف 2008 بات لـ"الباسيج" بالتحديد وجود واضح عبر منصات بديلة، وتم إطلاق 10 آلاف مدونة في وقت واحد من أجل "تزويد الإنترنت بالمحتوى الفاضل". وبعدها تم تأسيس "مجلس الباسيج للإنترنت" العام 2009 الذي توسع دوره من أجل "تدريب المحاربين على الحرب الإكترونية"، وأشرف على إعداد قراصنة إلكترونيين من أجل اختراق مواقع الويب وحسابات البريد الإلكتروني، وكانت تلك اللحظة دليلاً على أن الحرس الثوري الإيراني يدخل مرحلة عدوانية في مجال الحرب الإلكترونية، بشكل غير مسبوق.

ووفقاً لنائب كبير المدعين العامين في إيران، عبد الصمد خرم آبادي، كان هنالك 18 ألف شخص العام 2017 في فرقة العمل الإلكترونية التي راقبت ونشرت الأخبار والمقالات الأخيرة في الإنترنت، خصوصاً أنشطة المعارضة.

ويعتبر "مركز الباسيج للفضاء الإلكتروني"، شبكة واسعة من المستخدمين عبر الإنترنت المكلفين بإنتاج المحتوى الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي وإنتاج ألعاب الفيديو والرسوم المتحركة وإجراء الندوات والمعسكرات التدريبية عبر الإنترنت. وتقوم المنظمة بتوسيع أنشطتها من أجل إنشاء "جيش الباسيج السيبراني".

وتحاول السلطات دفع المواطنين إلى استخدام الشبكة الداخلية التي تعمل عليها وفصلهم عن العالم الخارجي ومواقع التواصل الشهيرة والشبكة العنكبوتية العالمية. فيما تقول منظمات حقوقية ومجموعات المعارضة الإيرانية أن الهدف الحقيقي من شبكة الإنترنت الداخلية هو تشديد الرقابة وسيطرة السلطات على استخدام الناس للإنترنت، والسيطرة على تغطية الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية المستمرة والاضطرابات المحتملة.

وكان خامنئي قام، ضمن التغييرات الأخيرة في صفوف القيادات العسكرية في تموز/يوليو الماضي، بإقالة غلام حسين غيب برور، وعيّن خلفه غلام رضا سليماني قائداً للباسيج. ودعا خامنئي، القائد الجديد للباسيج إلى "العمل على تطوير ثقافة التعبئة والمقاومة وتهيئة الأرضية اللازمة للإبداع لدى عناصر الباسيج، خصوصاً الفتيان والشبان، من أجل تعميق وصيانة القيم الثورية وتواجدهم المنظم لتلبية حاجات الميدان".

كما حث خامنئي حينها أيضاً على ما وصفه بـ"توسيع المجاميع الجهادية وتعزيز وجود قوات الباسيج بين شرائح المجتمع بالتعاون مع قوات الحرس الثوري وباقي مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024