تقرير لـ"روسيا اليوم" من إدلب...يغضب المعارضة ويستفز "النصرة"

المدن - ميديا

السبت 2020/08/01

أثار تقرير لقناة "روسيا اليوم" عن سوق الماشية في إدلب، استياء ناشطين سوريين معارضين، بسبب وصول القناة إلى المنطقة، على اعتبارها تابعة بشكل مباشر لروسيا المسؤولة عن قصف مناطق الشمال السوري.

ونشرت "روسيا اليوم" الممولة من الكرملين، تقريراً اعتبرت فيه أن "النزاعات والفقر والوباء ألقت بظلالها على التجارة في محافظة إدلب السورية، وأن سوق الحيوانات ببلدة معرة مصرين شهد انخفاض الطلب على حيوانات الأضاحي عشية عيد الأضحى"، ما أثار ردود فعل واسعة.


وأدان "اتحاد إعلاميي حلب وريفها" في بيان تناقلته وسائل إعلام سورية معارضة، وصول المواد الإعلامية في إدلب لـ"دول الاحتلال" بأي طريقة كانت، معتبراً أن هذه الدول تعمل على تزوير الحقائق في المواد التي تنشرها عن الشمال السوري، كما اعترضت "حكومة الإنقاذ"، الجناح الإداري لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على التقرير، وقالت أنها لن تسمح بتكرار التعاون والتواصل مع "جهات معادية للثورة أو لا تراعي مبادئ الثوار".

وذكر مسؤول العلاقات الإعلامية في "حكومة الإنقاذ" ملهم الأحمد، أن مصدر الفيديو هو مراسل وكالة "فرانس برس" في شمال سوريا، وأن "التقرير لم يُعطَ للقناة بشكل مباشر". وأكمل بأن "الحكومة" ستواصل متابعة الموضوع قانونياً للكشف عن ملابسات القضية، وعدم السماح بتكرارها مرة أخرى.

إلى ذلك، أوضح مراسل "فرانس برس" عمر حاج قدور، عبر حسابه في "تويتر"، أن "تقرير أسواق الماشية في إدلب، والذي عرض على قناة روسيا اليوم ليس من تصوير القناة، ولم يدخلوا منطقة إدلب". وأكد أن التقرير من تصويره لوكالة "فرانس برس"، مشيراً إلى أن "مبدأ عمل وكالات الأنباء هو الشراكة مع وسائل الإعلام الأخرى، ويستطيع أي مشترك لدى الوكالة سحب أي ريبورتاج وعرضه".


وزادت كثافة التغطية الإعلامية الروسية للحدث السوري، بعد التدخل الروسي لصالح النظام العام 2015، وبدأت وسائل الإعلام الروسية، بتكريس جهودها لتبرير العمليات العسكرية الروسية في سوريا، سواء على الصعيد السياسي، عبر تكثيف جهودها لإقناع الأطراف بشرعية التدخل، أو على الصعيد العسكري، خلف قناع مكافحة الإرهاب والمتطرفين.

وتشتهر "هيئة تحرير الشام" بتضييقها على الحريات الإعلامية في مناطق سيطرتها، بما في ذلك اعتقالها المتكرر لناشطين وصحافيين معارضين، كما تتهم بتنفيذ اغتيالات ضد أسماء إعلامية بارزة مثل الصحافي رائد الفارس الذي قُتل العام 2018 في بلدة كفرنبل. كما أن الهيئة التي تصدرت قائمة المنتهكين لحرية الإعلام في البلاد خلال النصف الأول من العام 2020، أصدرت بياناً في شهر أيار/مايو الماضي، حذرت فيها بشكل ضمني من توجيه انتقادات للهيئة المتشددة، وإلا كان العقاب حاضراً.

ويخشى بالتالي من أن تتحول فكرة "التعامل مع الإعلام المعادي" إلى تهمة جديدة تتم بموجبها ملاحقة الناشطين والإعلاميين وحتى المدنيين في مناطق سيطرة الهيئة التي كانت حتى وقت قريب مرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي. ورغم أن معظم الانتهاكات التي حدثت في سوريا بحق الإعلام، ترجع إلى ممارسات النظام السوري، الذي يتحمل مسؤولية قتل 85% من الصحافيين القتلى في البلاد منذ العام 2011، إلا أن الهيئة لا تستطيع التشدق بأنها حامية لقيم الثورة السورية على الإطلاق، خصوصاً أنها قمعت أيضاً المدنيين العاديين الذين خرجوا مراراً للتظاهر ضد الهيئة، كما أنها ضيقت على الصحافيين الأجانب في محافظة إدلب.

وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فإن "هيئة تحرير الشام" "ضيقت بشكل كبير على المواطنين الصحافيين في مناطق سيطرتها، وقتلت واغتالت كل من شعرت أنه يشكل تهديداً لفكرها ونهجها المتطرف"، وسجلت الشبكة اعتقال قواتها العشرات من المواطنين الصحافيين على خلفيات نشرهم منشورات تعارض سياستها أو على خلفية مزاولة نشاطهم من دون الحصول على إذن. كما سجلت إصابة عشرات منهم برصاص قواتها بينما كانوا يعملون على تغطية إعلامية لاحتجاجات مناهضة لها، ما تسبب في الآونة الأخيرة في اعتزال أو نزوح عدد كبير منهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024