لبنان: تزايد انتهاك الخصوصية الرقمية للنساء ومجتمع الميم

المدن - ميديا

الجمعة 2018/11/30

بالتزامن مع حملة الـ16 يوماً ضد العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، أطلقت منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي "سميكس" تقريراً جديداً بعنوان "تهديد خصوصية النساء ومجتمع الميم على الإنترنت في لبنان"، يوثّق حالة الخصوصية الرقمية للنساء وأفراد مجتمع الميم في لبنان.

وأشارت المنظمة إلى أنه بالرغم من أن الفضاء الرقمي يمكن أن يشكّل مساحة آمنة لهذه المجموعات المهشمة، إلا أنّ انتهاك الخصوصية الرقمية منتشر وهو ما قد تؤدي أيضا إلى حدوث انتهاكات جسدية. وتبيّن أن عدم المساواة بين الرجال والنساء حاضرة في الفضاء الرقمي إلى جانب قضايا أخرى مثل نشر صور حميمية دون موافقة أصحابها والتحرّش الذي يؤثر سلبياً على النساء.

ووفقاً لـ"سميكس" تزداد صعوبة مكافحة هذه القضايا عندما تزيد السلطات من تهديد الخصوصية الرقمية، وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمجتمع الميم. ويظهر عنف السلطات تجاه أفراد مجتمع الميم عند اعتقالهم/ن بسبب الشكل الخارجي وانتهاك حقوقهم/ن الرقمية عبر تفتيش هواتفهم/ن بحثاً عن أي دليل لتجريمهم/ن. كما أن التعاطي مع النساء وأفراد مجتمع الميم، الذين يعانون التهميش أصلا في أجزاء كبيرة من المجتمع، يتركهم معرضين للانتهاكات في الفضاء الرقمي بشكل واسع.

وفي حين يعدد التقرير التهديدات التي حصلت في الإنترنت والتي عرضتها وسائل الاعلام المحلية خلال السنوات الخمس الماضية، فإنه يستند الى العديد من المقابلات التي أجريت مع موظفين وموظفات في منظمات غير حكومية، شرحوا من خلالها خطورة بعض التهديدات مثل الابتزاز الالكتروني والبحث عن معلومات في الإنترنت عن أشخاص محددين وجمعها ونشرها (Doxxing)، من أجل تقييم هذا النمط المتصاعد لخرق الخصوصية الرقمية.

كما يسلط التقرير الضوء على النتائج السلبية لهذه القضايا من خلال دراسة حالات محددة، كالتشهير عبر الإنترنت برجل مثلي من دون موافقته ليتم بعد ذلك طرده من العمل، أو إنشاء صفحة وهمية لإحدى النساء في "فايسبوك" ومضايقتها بسبب خياراتها في اللباس.

ويخلص التقرير إلى أنّ عدم وجود إطار قانوني شامل للحقوق الرقمية وحماية البيانات سهّل انتهاك الخصوصية الفردية والجماعية من دون أي عواقب تذكر، مشيراً إلى عدم وجود أي طريقة فعالة لمنع انتهاكات الخصوصية في الإنترنت، وأن هناك حاجة متزايدة للتركيز على الخصوصية الرقمية.

إلى ذلك، لفتت "سميكس" إلى أنّ مجموعات المجتمع المدني لا تتعامل مع قضايا الفضاء الرقمي بسبب النقص في الموارد، أما تلك التي تتعامل مع هذه القضايا فلا يزال لديها مجال للتطور والتحسين، وأنه يمكن اعتماد حلول معينة للتعامل مع تهديدات الخصوصية في الإنترنت، مثل توفير خط ساخن للمساعدة، وإجراء تدريبات حول التوعية الرقمية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024