مالِك "واشنطن بوست": ترامب والسعودية يحاولان ابتزازي

المدن - ميديا

السبت 2019/02/09
كشف مالِك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، عن احتمال وجود صلة بين المملكة العربية السعودية وقضية تعرضه للابتزاز من قبل صحيفة "ناشونال إنكوايرر"، التي نشرت رسائل نصية تبادلها بيزوس مع عشيقته، ما أدّى إلى طلاقه بعد زواج دام نحو 25 عاماً.


ولمّح بيزوس لدور محتمل للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صديق "ناشونال إنكوايرير"، وربما للسعودية إثر تغطية "واشنطن بوست" لقضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان واحداً من كتّابها، وتركيزها على التقارير التي توصلت إلى أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، هو من أمر بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو ما تنفيه السلطات السعودية.

وكان بيزوس قد نشر في مدونته الرسمية رسالة الكترونية، قال إنها من شركة "أميركان ميديا"، المالكة لصحيفة "ناشونال إنكوايرر"، المعنية بنشر الفضائح والإشاعات المتعلقة بحياة المشاهير، تهدد فيها بنشر صور حميمة لبيزوس مع عشيقته المذيعة التلفزيونية السابقة، لورين سانشيز. كما طلبت منه الشركة أن يوقف تحرياته بشأن كيفية حصولهم على رسائله الخاصة، وإصدار "بيان مزيف" يزعم فيه أنّ تغطية مجلة " ناشونال إنكوايرر" له ولعشيقته ليس لها دوافع سياسية، وإلا ستقوم بنشر ما لديها من صور. وقال بيزوس: "لقد قررت نشر ما أرسلوه إلي رغم الكلفة الشخصية والإحراج الذي هددوا بالتسبب فيه".

يُدرك بيزوس أن امتلاكه لصحيفة "واشنطن بوست" خلق له "أعداء أقوياء"، بينهم ترامب صديق ديفيد بيكر، رئيس شركة "أميركان ميديا". وأضاف قائلاً: "إن بعض الأقوياء الذين تعرضوا لتغطيات واشنطن بوست يستنتجون بالخطأ أنني عدو لهم، وترامب عبّر عن ذلك من خلال تغريدات عديدة. كما أن تغطية الصحيفة لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي جعلتها بالتأكيد لا تحظى بشعبية لدى بعض الدوائر".

إلى ذلك، ردّ وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، على تصريحات بيزوس، نافياً وجود أي صلة بين الرياض و"أميركان ميديا". وعند سؤال إحدى الصحافيات له عن علاقة الشركة الأميركية ببلاده، قال: "أشك في ذلك.. كلا، على حد علمي".

وكانت شركة "أميركان ميديا" قد اعترفت مؤخراً بأنها نسقت مع حملة دونالد ترامب الرئاسية، لأجل دفع مبلغ 150 ألف دولار لعارضة تعري لتظل صامتة بشأن علاقتها مع ترامب. وكشف بيزوس في مدونته كيف اعترف الناشر بما يعرف باتفاق "احصل على القصة واقتلها" في ما يتعلق بقصة العارضة كارين ماغدوغال المحرجة.

وكان اتفاق شركة "أميركان ميديا" بالتعاون مع السلطات الفيدرالية يعني أنها لن تواجه اتهامات جنائية بشأن الأموال التي دفعتها، وذلك بحسب ما أعلنه المدعي العام في منهاتن في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقال محامي ترامب السابق مايكل كوهين، الذي سهل دفع المال، إن ترامب اعترف بالفعل بانتهاك القوانين المالية الخاصة بالحملات الانتخابية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024