"تحرير الشام" تعتقل "رجل القطط"

المدن - ميديا

الخميس 2021/07/22
اعتقلت قوة أمنية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" الجهادية في إدلب، الناشط محمد علاء الجليل المعروف بـ"رجل القطط"، من دون توضيح الأسباب.

وأكد ناشطون في إدلب حادثة اعتقال الشاب المتحدر من مدينة حلب السورية والذي نال شهرة عالمية لنشاطه في مجال إنقاذ القطط خلال سنوات الحرب السورية. وبحسب المعلومات المتداولة داهمت قوة أمنية مكان إقامة الشابف في إدلب ومازال مصيره مجهولاً، مع ترجيح أن يكون الاعتقال هو الدعم الذي كان يصل للشاب من أجل إدارة مركز للاعتناء بالقطط.


وحظي الشاب بتعاطف الملايين حول العالم، منذ أن عرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قصته العام 2019، وكان حينها يمتلك محمية للقطط، واضطر إلى مغادرة مدينة حلب، لكنه عاد من جديد إلى منطقة قريبة لمساعدة الأطفال والحيوانات الأليفة. وبعد ذلك بأسابيع قليلة فقط، وقف "رجل القطط" عاجزاً يشاهد محميته تتعرض للقصف، ثم لغاز الكلور خلال المراحل الأخيرة من حصار حلب، وفقد الرجل معظم قططه البالغ عددها 180 قطة حينها، كما حوصر مع آلاف المدنيين في النصف الشرقي من المدينة مع استمرار القصف من جانب طائرات روسية وسورية.

وتم تحويل قصته لاحقاً إلى كتاب أطفال بعنوان "الرجل القطة في حلب" نال جائزة "كالديكوت" الشرفية مطلع العام الجاري، وهو من تأليف السوري كريم شمشي باشا مع إيرين لاثام، فيما رسم الفنان يوكو شيميزو من نيويورك رسوماً توضيحية للكتاب، الذي نشرته دار النشر الأميركية "أبناء ج. ب. بتنام" العام الماضي، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

وبحسب "بي بي سي"، فإن الجليل هو سائق سيارة إسعاف، يقضي معظم وقته في الاعتناء بالقطط حتى خلال حصار حلب الشرقية، حيث بقي يعتني بعدد قليل من القطط الناجية، إلى جانب عمله في إنقاذ المصابين خلال عمليات القصف، والمساعدة في نقلهم إلى مستشفيات تحت الأرض. وفي كانون الأول/ديسمبر 2016 اصطحب معه 6 قطط من محميته، حيث قضى فترة قصيرة في تركيا قبل العودة إلى سوريا حيث أسس محمية جديدة في ريف حلب الغربي.

واستعان الجليل بنموذج التمويل الجماعي، عبر الحصول على أموال يرسلها محبو القطط من أرجاء العالم عبر "فايسبوك" و"تويتر" لتمويل نشاطه الإغاثي، واستطاع مع فريقه شراء مولدات وحفر آبار وتخزين مواد غذائية. كما نظم دورات تدريبية للأطفال تهدف إلى العناية بالحيوانات والتشجيع على العناية بها، كما خصص ساحة ألعاب بجوار المحمية للترفيه عن الأطفال ومساعدتهم على تجاوز الأحداث المروعة التي يشاهدونها حولهم.

وتوسعت محميته لتشمل دار أيتام وحضانة أطفال وعيادة بيطرية، وكوّن مع فريقه ما يشبه وكالة إنماء صغيرة، تقدم خدمات لا تستطيع الحكومة ولا الجمعيات الخيرية الدولية تقديمها، ضمن فلسفة تقوم على أن تشجيع الأطفال على العناية بالحيوانات الضعيفة يعلمهم أهمية العطف على جميع الكائنات الحية، والمساعدة في علاجهم من الصدمات، وكان يقول: "الأطفال والحيوانات هم الخاسر الأكبر في الحرب السورية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024