بيروت يوم القيامة

عدنان نعوف

الأربعاء 2020/08/05
تصدّرت انفجارات بيروت، الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية. وتسابقت العناوين على تكثيف المشهد المأساوي، مع إفراد مساحات إضافية لتناول الحدث. 

فعلى صفحتها الأولى كتبت صحيفة "بيلد" الألمانية:"انفجارات الجحيم في بيروت"، مُكررةً استخدام مصطلح " inferno" أو الجحيم، كحال مانشيتات وسائل إعلام أخرى في ألمانيا.


وفي تقرير مطوّل حاولَ الإحاطة بمختلف ملابسات الحادث، تساءلت "بيلد" عما إذا كان ما جرى أمس حادثاً أم عملاً تخريبياً، مشيرة إلى أن العالم ينتظر معرفة أسباب ما جرى أو من يقف وراءه!. وتطرقت الصحيفة إلى دموية المشهد الذي طغت عليه صور عشرات الجثث في الشوارع والسيارات، وأوردت في هذا السياق شهادات لشهود عيان تحدثوا عن وجود الكثير من المفقودين حتى اللحظة.

أما الصحيفة الألمانية الأخرى ذائعة الصيت "دير شبيغل" فقد عنونت مقالاً رئيسياً لها بعنوان "كارثة بيروت". وأشارت الصحيفة في عدة تقارير ومقالات وتحليلات أوردتها، إلى الآثار بعيدة المدى للدمار الذي حصل في الميناء، وبينها تدمير صوامع الحبوب، وهو ما ينذر "بأزمة خطيرة". وقالت الصحيفة أنه :"في اليوم التالي للانفجارات في بيروت، اتضح مدى الكارثة، فميناء العاصمة اللبنانية دُمر إلى حد كبير ، وهناك ما يصل إلى 300 ألف شخص بلا مأوى. 

وفي سياق مقاربتها لحجم الضربة، ذكرت الصحيفة أن الانفجارات سُمعت في جزيرة قبرص، في البحر الأبيض المتوسط، على بعد 160 كيلومترًا من بيروت، وفق ما  أفاد به الجنود الألمان على متن سفينة "لودفيجشافين أم راين" الحربية، والموجودة حاليًا في ميناء ليماسول. 
كما نقلت عن أحد شهود العيان اللبنانيين قوله "إن ما جرى هو انفجار لقنبلة ذرية".

هذا التوصيف كان سمة عامة لمقاربة هَول الحادث في أكثر من وسيلة إعلامية، وفي هذا السياق عنونت صحيفة "قرار" التركية على صفحتها الأولى "هيروشيما بيروت" Beyrut'un Hiroşima'sı. وفيما تحدثت الصحيفة عن مشاهد الحطام والحرائق المُحزنة، اعتبرت أن هذه الصور تشبه "أفلام نهاية العالم".

لكن الصحيفة التركية الأخرى "جمهورييت" لم تكتف بتناول العموميات، وفضلاً عن عدة تقارير مطولة تحدث عن تخزين نترات الأمونيوم كسبب رئيسي للكارثة، توقفت الصحيفة عند الأضرار التي لحقت بسفارة تركيا في بيروت، والتي يقع مبناها على بعد حوالي 10 كم من الانفجار. كما تحدثت عن إصابة 4 مواطنين أتراك. وتصدّر صفحتها الرئيسية عنوان يقول "إنذارٌ لأنقرة..بيروت مثقلة بالجراح".



وعلى المنوال ذاته، حاولت صحف اليونان الإحاطة بمختلف أبعاد الكارثة، كما تابعت أخبار مواطنيها في لبنان، وذكرت صحيفة "كاثيميريني" أنّ المعلومات تشير إلى مقتل امرأة وإصابة اثنين يونانيين في الانفجار. ولفتت إلى أن الحادث تسبب بإغلاق مستشفى الروم الأرثوذكس في بيروت، وتم نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى.

أما صحيفة "آفجي" اليونانية الأخرى فأسبغت على الحادث صبغة النبوئة الدينية مجازياً، فعنونت مشبّهةً انفجارات بيروت بمَشاهد من "سِفر رؤيا يوحنا" (لدى المسيحييين والذي يتحدث في أحد جوانبه عن "الدينونة الأخيرة" أو يوم القيامة). ولفتت الصحيفة إلى صور الدمار الصادمة القادمة من لبنان؛ البلد الذي غرِقَ في الحداد، ليضيف ذلك معاناة إلى أزماته الاقتصادية والصحية المتراكمة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024