مَن اللبنانية والسوريات الثلاث في لائحة "بي.بي.سي" للنساء المُلهِمات؟

المدن - ميديا

الثلاثاء 2020/11/24
اختارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" سيدة لبنانية وثلاث سيدات سوريات ضمن لائحتها لأكثر 100 امرأة مؤثرة للعام 2020 والتي ضمت 11 سيدة عربية في المجمل، فيما بقي المركز الأول على رأس اللائحة بلا اسم محدد، إذ مُنح "للبطلة المجهولة" في هذا العام الاستثنائي.

وأوضحت "بي بي سي" أنه بسبب وباء كورونا، قدّم عدد لا يحصى من النساء من كل أنحاء العالم تضحيات كثيرة لمساعدة الآخرين، كما فقدت كثيرات حياتهنّ وهنّ يحاولن إحداث فرق من خلال ما يقمن به.

وبرزت الناشطة النسوية والصحافية اللبنانية حياة مرشاد، بوصفها واحدة من مؤسسات منظمة "Fe-Male" المحلية، وهي حراك جمعي نسوي رائد في لبنان. وتكرس مرشاد وقتها وجهدها لضمان حصول النساء على العدالة والمعلومات والحماية والحقوق.

وتنشر مرشاد رسالتها عبر منابر عديدة، من  بينها تنظيم مسيرات تشمل البلاد بأسرها، وحث الجمهور على الوقوف بوجه الأنظمة الأبوية الفاسدة، والمطالبة بالتغيير. وقالت: "رغم كل المصاعب والكبوات، ناضلت النساء عبر التاريخ متحديات النظام الأبوي. سنواصل هذا الكفاح من خلال التضامن والأختيّة والحب، وسنرفع أصواتنا ونعزز مطالبنا بمستقبل تسوده العدالة والمساواة الجندرية".

وربما تكون وعد الخطيب، الناشطة والصحافية والمصورة والمخرجة، أشهر الأسماء السورية ضمن اللائحة، إذ حازت خلال السنوات الأخيرة على جوائز دولية عديدة، من بينها جائزة "إيمي" التلفزيونية عن تقاريرها الإخبارية عن مدينة حلب. وفي العام 2020، فاز فيلمها الطويل الأول "من أجل سما" بجائزة "بافتا" عن فئة أفضل فيلم وثائقي، كما رشح لجائزة الأوسكار عن الفئة نفسها.

ومنذ أن هُجّرت من حلب العام 2016، تقيم وعد مع زوجها وابنتيها في لندن حيث تعمل مع القناة الرابعة الإخبارية وتقود حملات مناصرة. وقالت: "نخسر فقط عندما نتخلى عن الأمل. أقول لكل امرأة أينما كانت: استمري في النضال في سبيل كل ما تؤمنين به، تجرأي على الاستمرار في الحلم، والأهم من كل هذا، لا تتخلي أبداً عن الأمل".

أما السورية الثانية في اللائحة فهي نادين كعدان، التي تعيش حالياً في لندن، وهي مؤلفة كتب أطفال ورسامة حائزة على جوائز عديدة. نشرت كتبها في عدد من البلدان وبأكثر من لغة، وتقول أن مهمتها تتمثل في الدفاع عن الحق بتمثيل الجميع في كتب الأطفال، فهي تريد أن يتمكن كل طفل من رؤية نفسه في القصص التي يقرأها. كما عملت مع لاجئين من فئة الشباب بهدف التخفيف من الصدمة التي مروا بها والتي ترافق مرحلة ما بعد الصراع.

ويتطرق كتاباها "Tomorrow" و"The Jasmine Sneeze" إلى التراث الثقافي السوري العريق الذي تفتخر به، إضافة إلى جوانب من حياة اللاجئين. ورُشّحت لنيل ميدالية "كيت غريناواي"، وهي الفائزة بجائزة المركز الثقافي العربي البريطاني العام 2019. وقالت: "خلال وباء كورونا وأثناء الصراعات، تستمر النساء بلعب دور القائدات وصانعات السلام. وبالرغم من ذلك، فإن الأنظمة مصممة لتكون ضدهن. يجب أن يستمر النضال من أجل إعادة تصميم هياكل هذه الأنظمة كي تتمكن النساء من التعبير عن أنفسهن بشكل كامل".

وضمت اللئحة أيضاً العالمة السورية المتخصصة في علم الفيروسات النباتية، د.صفاء كوماري، وهي الباحثة في علاجات للأوبئة التي تقضي على المحاصيل الزراعية. وبعد اكتشافها بذوراً تتمكن من ضمان الأمن الغذائي في بلدها، سوريا، خاطرت كوماري بحياتها من أجل إنقاذ هذه البذور من مدينة حلب. وقضت سنوات طويلة في اكتشاف فصائل نباتية مقاومة للفيروسات، ومنها فصيل من الفول بإمكانه مقاومة فيروس السوس الأصفر "FBNYV".

وقالت كوماري: "تغيّر العالم كثيراً خلال العام 2020. وعندما يتعلق الأمر بالتغلب على مثل هذه التحديات، فإن الموضوع يعود لقدرات الأشخاص، لا للجندر الذي ننتمي له. على النساء أن يؤمنّ بأن مساهماتهن مساوية لمساهمات الرجال".

الأسماء العربية الأخرى في اللائحة هي الطبيبة العراقية نسرين علوان، المقيمة في بريطانيا وتجري بحوثاً في مجال صحة المرأة والطفل، والناشطة المصرية نادين أشرف التي تشرف على حساب "أسولت بوليس" الخاص بقصص التحرش في مصر، واليمنية إيمان غالب الهاملي التي تدير مجموعة من عشر نساء نصبن محطة توليد كهرباء عبر الطاقة الشمسية على بعد 20 ميلاً فقط من خط المواجهة بين أطراف الحرب الأهلية في بلادها. والشابة الصومالية إلواد إلمان وهي قيادية تتصدر عملية صنع السلام في الصومال، ولها ثقل دولي في مجال إنهاء الصراع والمصالحة بين المجتمعات المحلية.

وضمت اللائحة أيضاً مغنية الراب المغربية هدى أبوز الشهيرة باسم "أختك" والمدافعة بأغانيها عن حقوق المرأة والعدالة الجندرية، ووزيرة الدولة الإماراتية للتقنيات المتقدمة سارة الأميري، والناشطة المصرية ماما ماغي جبران التي كرست حياتها لتغيير حياة الأطفال المهمشين في مصر.

على نطاق أوسع، شملت اللائحة أيضاً سانا مارين التي تقود الحكومة الائتلافية الفنلندية، وجين فوندا، الممثلة والناشطة في مجال المناخ، وسارة غلبرت، التي تدير أبحاث "أوكسفورد" للتوصل إلى لقاح يحمي من فيروس كورونا، بالإضافة إلى كاتبة وثقت الحياة في مدينة ووهان أثناء الإغلاق، ومغنية وكاتبة أغان تتحدث عن العنف ضد المرأة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024