المنشقون عن لبنانيتهم: رقص على وجع الفقراء

المدن - ميديا

الإثنين 2020/06/29
لا يدرك الراقصون على هتاف "الدولار بكرا رح يوصل للعشرة" أن هذه "الهيصة" تصوير حقيقي للفوارق الطبقية في لبنان، بين فئة تتظاهر تنديداً بالجوع وتخاف منه، وأخرى تعلن انشقاقها عن مجتمع المعاناة.


ففي البلاد، لبنانان. الأول يعيش فيه الجوعى والمتضررون من الأزمات المعيشية، والثاني يعيش فيه السعداء بهذه الأزمة. أولئك الذين يرتادون مسابح فارهة، ومنتجعات سياحية غير مخصصة للفقراء، ويقتصر ارتيادها على الذين "يقبضون بالدولار". 

يرتفع صوت مغنً مغمور يقارب الأزمة اللبنانية من بوابة ارتفاع سعر الصرف. لا ينتقد، ولا يعبر عن غضب اللبنانيين، ولا يتبنّى خطابهم. وفي مقابله، رواد الشاطئ الذين يهيصون لهذا الواقع، وكأنهم في عالم مختلف عن جيرانهم، وكأنهم لا يسمعون صوت الناس. 

ففي هذا المكان، وأمثاله من المنتجعات السياسية، صوت اللبنانيين مكتوم. لا صدى للأزمة. فالرواد هنا، انشقوا عن لبنان الأزمات. يرتادون عالماً مختلفاً يفرحون وينتشون ويرقصون لوجع الفقراء.

إنه عالم الأثرياء، أبناء طبقة لا تعترف بالأخرى إلا من باب الرقص على معاناتها. عالم التأكيد أن الفوارق الطبقية تجذّرت، وسنشهد الكثير منها أسوة بالمسلسلات المكسيكية القديمة. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024