إيرانيون غاضبون من لاعبات كرة السلة السوريات: غير محجبات!

المدن - ميديا

الإثنين 2021/11/08
هاجم معلقون إيرانيون موالون لنظام الملالي في طهران، المنتخب السوري لكرة السلة للسيدات، بسبب عدم ارتداء اللاعبات للحجاب! في وقت مازالت فيه حروب طهران الخارجية في الشرق الأوسط تثير استياء محلياً كان حاضراً في الاحتجاجات الشعبية في البلاد خلال الأعوام الماضية التي طالبت بالتركيز على الاقتصاد المحلي.

ونشرت حسابات في "تويتر" انتقادات باللغة الفارسية للاعبات السوريات. وكتب أحد الحسابات مع صورة اللاعبات أن أحد عناصر "الحرس الثوري الإيراني" ويدعى محسن حججي قتل في سوريا بحسب زوجته "كي لا يتم نزع حجاب النساء".


وأثارت التعليقات استياء في وسائل إعلام سورية موالية وبين ناشطين موالين، مازالوا يصدقون خرافة أن النظام في البلاد علماني، وأن الشراكة مع إيران كانت سياسية، والأكثر سوريالية هو استهجان وجود انتقادات من هذا النوع من ناحية "الخصوصية الثقافية" و"ضرورة احترام الحريات الفردية" وتحديداً "حرية النساء"، وكأن طهران نموذج عالمي في مجال الحريات وليست دولة دينية تمارس الاضطهاد بحق سكانها منذ العام 1979.

وكتبت صحيفة سورية موالية: "لم يتبيّن سبب منح الحساب الإيراني صلاحية لنفسه للحديث عن لاعبات منتخب سوريا وربط حجاب اللاعبات بالحديث عن عنصر من الحرس الثوري، فيما يبدو أن القائمين على الصفحة لم يعد يشغلهم من أزمات بلادهم شيء ووصل بهم المطاف إلى حجاب لاعبات سوريا".

وقدمت طهران مشاركتها في الحرب السورية إلى جانب النظام عبر الحرس الثوري وميليشيات طائفية من بينها "فاطميون" و"زينبيون" و"حزب الله" اللبناني، على أنها كانت دفاعاً عن الشيعة في شرق المتوسط وحماية لعدد من الأضرحة الموجودة في سوريا ويقدسها المسلمون الشيعة. لكن رواية النظام السوري لجمهوره المحلي تبتعد عن ذلك وتتحدث فقط عن الشراكة بين البلدين في مقاومة المؤامرة الكونية والولايات المتحدة والقيم الغربية.

واللافت أن الحديث عن الحريات الشخصية كان رائجاً ودائم الحضور بين الموالين للنظام الذين باتوا ينقسمون إلى أجنحة محافظة وأخرى علمانية، وتحديداً بعدما أعدى النظام الذي يطرح نفسه في دعايته وخطابه الدبلوماسي حامياً للقيم العلمانية، صلاحيات واسعة لوزارة الأوقاف في السنوات الأخيرة، ما أثار استياء واسعاً بالقول أن البلاد تتحول تدريجياً إلى "قندهار"، مع إطلاق تسمية "دواعش الداخل" على رجال الدين المرتبطين بالسلطة.


ويتهم ناشطون وجهات حقوقية، إيران، بالعمل على إحداث تغيير ديموغرافي من جهة ونشر التشيع والقيم المحافظة في البلاد من جهة ثانية، بموازاة عدد من المشاريع الإعلامية والثقافية، من أجل تعزيز وجودها في البلاد على المدى البعيد بعيداً عن التعاون السياسي مع نظام الأسد الحاكم، خصوصاً أن الاختلافات الثقافية والدينية والتاريخية بين إيران ذات الأغلبية الشيعية وسوريا ذات الأغلبية السنية، تجعل نفوذ طهران في البلاد أقل منه في دول الجوار كالعراق ولبنان، حيث تسيطر كمرجعية شيعية دينية قبل سيطرتها السياسية والعسكرية.

ولم يكن من الغريب بالتالي أن تأتي الانتقادات الإيرانية لصور اللاعبات السوريات، بموازاة الانتقادات المحلية الذكورية التي رأت في الصور "قلة احتشام"، سواء بين الموالين أو المعارضين. علماً أن المنتخب بدأ الأحد، استعداده للمشاركة ببطولة آسيا، للمرة الأولى منذ العام 1986.

وفي العام 2016 بينما كانت البلاد غارقة في حرب دموية، قدم النظام دعاية لرعايته للرياضة النسائية عبر حملة ترويجية لكرة السلة النسائية في البلاد، ظهرت فيها سوريا الأسد كبلد المساواة والحضارة وحرية المرأة والانفتاح، رغم أن البلاد قد تكون من الأسوأ عالمياً في تلك المجالات، إلى جانب أن الرياضة تحديداً هي من أسوأ القطاعات الحياتية على الإطلاق، ويصبح الأمر مأساوياً عندما يتعلق الأمر بالرياضة النسائية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024