الفلسطيني والسوري ضحية التعميم في مسلسل كارين رزق الله

المدن - ميديا

الأحد 2017/06/04

تخطت مقاربة الكاتبة والممثلة كارين رزق الله لمعاناة الفلسطينيين في لبنان، الزاوية الإنسانية. طرحت، في مسلسل "لآخر نفس" الذي تعرضه قناة "أم تي في" يومياً خلال شهر رمضان، أزمة الثقة اللبنانية بالسوري والفلسطيني، ومدى تقبل مواطني الجنسيتين، بعد 28 عاماً على نهاية الحرب اللبنانية.

وتمت مقاربة المسألة بجرأة، لأول مرة، خارج سياق الاعمال الدرامية والسينمائية المرتبطة بالحرب اللبنانية، أو تلك التي دأب على إعدادها كتاب ومخرجون ينتمون لليسار اللبناني أو للحركة الوطنية. فقد استهلت رزق الله هذه القصة، من الإعلان عن أزمة يعانيها طبيب فلسطيني (غدي) يمنعه القانون اللبناني من مزاولة المهنة في لبنان، لتتوسع، ضمن الاطار نفسه، الى أزمة تقبل فتاة لبنانية (ماريا) لمواعدة فلسطيني او الارتباط الجدي به.

هذا الخط الدرامي الرفيع، الذي يظهر على هامش القصة الرئيسية في مسلسل "لآخر نفس"، تم الدخول اليه بداية بأداء غير مقنع من ثلاثة ممثلات (سوزي وسحر وماريا)، على سبيل الدهشة، أو الاكتشاف وذلك في الحلقة الثامنة، لكن الكاتبة أرادته مدخلاً للولوج إلى أزمة لبنانية عميقة، مرتبطة بالثقة بالفلسطيني والسوري، وضرورة الفصل بين المواطنين والمواقف السياسية، كما أظهرت اختلاف رؤية جيلين من شريحة لبنانية (مسيحية بأغلبها) تجاه الفلسطيني والسوري.

تلك المقاربة الإنسانية، والجريئة، بدا ظهورها لافتاً في مسلسل لبناني يكشف عن الوقائع "بلا قفازات"، وخارج سياق دراما وسينما الحرب. أضاءت على كراهية بعض اللبنانيين للفلسطينيين بسبب ميليشيات فلسطينية ارتكبت أخطاء في الحرب. واستدرج الحوار مقارنات عكسية، من قبل الجيل الجديد (الفتاة ماريا) التي تدين طريقة تفكير أمها حول التعميم بقضايا الفلسطينيين والسوريين، وضرورة فصل قضايا الشعب عن قضايا السياسيين.

على أي حال، هذا الخط الدرامي الجانبي، هو جزء من مجموعة قصص، أبرزها القصة الرئيسية التي تتسم بالكثير من التعقيدات، وتلعبها رزق الله الى جانب بديع أبو شقرا. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024