"لوموند": أثرياء أميركيون يموّلون حملات تضليل إعلامي

المدن - ميديا

الأربعاء 2019/03/13
كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن مجموعة صغيرة من الأميركيين الأثرياء تدعم، بشكل غير مباشر، العديد من مواقع إعادة نشر الأخبار والكثير من الحملات الإعلانية عبر الانترنت في أوروبا، بهدف الترويج لأفكار اليمين المتطرف، والتحذير من كل ما هو إسلامي.


وأشارت الصحيفة في تقرير، إلى أنّ الدول ليست وحدها التي تقوم بعمليات التضليل الإعلامي، بل هناك مجموعة صغيرة من المليارديرات الأميركيين الذين يمولون منذ سنوات الجناح اليميني للحزب الجمهوري، ويدعمون حملات لنشر معلومات كاذبة في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي. وبحسب "لوموند" فإنّ هؤلاء ليست لديهم فِرق كثيرة ولا جيوش من الحسابات الوهمية في "فايسبوك" و"تويتر"، لكن أموالهم تسمح لهم بتمويل مجموعات صغيرة من الناشطين وشركات الاتصالات السياسية المتخصصة التي تضاعف أعمالها في الإنترنت من خلال شراء الإعلانات في الشبكات الاجتماعية للترويج لرسالة هذه المجموعة الثرية.

ولفتت "لوموند" إلى أن الرئيس التنفيذي المشارك لصندوق "رينيسانس تكنولوجيز" روبرت ميرسر، وابنته ربيكا، هما في قلب جهاز الترويج المذكور، مشيرة إلى أنهما من موّل إطلاق موقع المؤامرات الشهير "بريتبارت نيوز" (Breitbart News) الذي يعتبر رأس حربة "اليمين المتطرف" الأميركي، وكان من الأدوات المهمة في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

لكن سخاء آل ميرسر لم يتوقف عند حدود الولايات المتحدة الأميركية، بل قاموا بتمويل معهد "غيتستون" (Gatestone) وهو مركز أبحاث تابع للمحافظين الجدد يركّز على أوروبا، وينشر مقالات بلغات عديدة، منها الفرنسية، كما استخدموا الموقع الكندي The Rebel Media المهتم جداً بأخبار القارة العجوز، والذي يحظى كذلك بالدعم المالي من الملياردير روبرت شيلمان.

ووفقاً للصحيفة فإنّ شيلمان يموّل مشاريع كثيرة مناهضة للإسلام، بما في ذلك مركز "هوروويتز" (Horowitz) الذي تصفه "منظمة مناهضة الكراهية" (SPLA) بأنه "شبكة من المشاريع التي تمنح الأصوات المعادية للمسلمين والأيديولوجيات الراديكالية منصة لنشر الكراهية والتضليل الإعلامي". كما يعد شيلمان أحد أهم الداعمين للنائب الهولندي المعروف بعدائه للإسلام غيرت والدرز، وهو يقوم أيضاً بتمويل العديد من قنوات البروباغندا السياسية في هذا البلد.

وفي حين أن "فايسبوك" اتخذ بعض الإجراءات ضدّ مروجي الأخبار الزائفة، أشارت "لوموند" إلى مثال إيقاف حسابات المدعو تومي روبينسون، يوم 26 شباط/فبراير الماضي، في "فايسبوك" و"انستغرام" ، وذلك بسبب "انتهاكات متكررة لسياسات الموقع، ونشر محتويات غير إنسانية ودعوات للعنف ضد المسلمين".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024