نجاح "Stranger Things" يغير فلسفة "نيتفليكس"

المدن - ميديا

الأحد 2017/09/17

لم يعرض الموسم الثاني بعد من السلسلة الضاربة "Stranger Things" لكن شبكة "نيتفليكس" المنتجة للعمل تحضر منذ الآن للموسم الثالث منه، بعد ترشيح العمل الذي يستعيد روحه من ذكريات أفلام الرعب الكلاسيكية في ثمانينيات القرن الماضي، لـ 18 جائزة "إيمي" مختلفة أبرزها أفضل عمل درامي.

وأدى نجاح المسلسل المفاجئ الذي طرحته "نيتفليكس" صيف العام 2016 وشاركت في بطولته نجمة التسعينيات الشهيرة واينونا رايدر، إلى اجتياح موضوع الرعب المقتبس من الثمانينيات للعديد من الأفلام السينمائية والسلاسل التلفزيونية والأعمال المستقلة، طوال العام الماضي، كما عقدت الشبكة صفقات مفاجئة مع شركات لبيع وتوزيع الملابس عبر الإنترنت مثل "هبريد أباريل" و"هوت توبيك" من أجل بيع ملابس ومنتجات تتعلق بثيمة أفلام الرعب المقتبسة من الثمانينيات، حسبما نقلت مواقع أميركية متخصصة في أخبار صناعة الترفيه.

ورغم أن الشبكة ستستفيد من بيع الملابس والأزياء التنكرية مع تزامن عرض الموسم الثاني من "Stranger Things" بالتزامن مع عيد "هالووين" إلا أن الشبكة تركز بشكل أساسي في مشروعها الجديد على موسم العطلات القادم، ومن المقرر أن توسع نشاطها من الملابس والأزياء إلى العديد من المنتجات المتعلقة بالمسلسل ورعب الثمانينيات على حد سواء، مثل السلع الورقية والألعاب والمجسمات والملصقات الورقية، وتتفاوض مع شركات عديدة بهذا الخصوص في الوقت الحالي.

وقبل "Stranger Things" لم تقدم "نيتفليكس" على مشاريع وصفقات مماثلة، مع تركيزها فقط على جذب أعين المشاهدين لإنتاجاتها المبهرة، لكن السلسلة التي تقول مصادر ذات اطلاع أنها باتت السلسلة الأكثر مشاهدة في تاريخ "نيتفليكس"، غيرت طريقة تفكير الشركة حول الإمكانيات التي تحملها عروضها. علماً أن الأسلوب الجديد الذي تتوجه إليه "نيتفليكس" ليس جديداً بل هو جزء أساسي من ثقافة البوب، ويمكن ملاحظته على سبيل المثال في إنتاجات شركة "ننتيندو" اليابانية وبالتحديد لعبة "بوكيمون" التي حولتها إلى ظاهرة عالمية، عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية على حد سواء منذ أكثر من عشرين عاماً.

وتسعى "نيتفليكس" منذ خريف العام الماضي، إلى أن يكون نصف ما تبثه للمشاهدين حول العالم، مكوناً من برامجها الأصلية والاستغناء تدريجياً عن الأفلام والمسلسلات من الشبكات والشركات المنافسة التقليدية، حيث تظهر الإحصائيات والتقييمات أن المستخدمين يبدون اهتماماً أكبر بالمحتوى الأصلي للشبكة، فيما تظهر دراسة مستقلة أن التقييمات التي تنالها مسلسلات "نيتفليكس" الأصلية أعلى بمعدل 11% مقارنة بالعناوين الأخرى التي تعرضها الخدمة ضمن مكتبتها العالمية في المجمل، ويتجلى ذلك في حالة "Stranger Things" بشكل واضح.

ويحتل المسلسل المرتبة الثانية في ترشيحات جوائز "إيمي" بعد المرتبة الأولى التي يتقاسمها برنامج "ساترداي نايت لايف" وسلسلة الخيال العلمي "ويست وورلد" التي أنتجتها شركة "إتش بي أو" المنافسة، بـ 22 ترشيحاً لكل منهما، علماً أن إعلان الفائزين بالجوائز سيتم ليل الأحد في حفل توزيع الجوائز السنوي في مدينة لوس أنجلس الأميركية.

ورغم أن "نيتفليكس" تعتبر اول خدمة بث رقمي تقوم بهذه الخطوة لبيع منتجات عبر الإنترنت مرتبطة بما تبثه من أعمال درامية، إلا أنها من المتوقع أن تواجه منافسة شرسة من شبكات تقليدية تقوم بذلك من زمن طويل، مثل "سوني بيكتشرز" على سبيل المثال، مع استبعاد خدمة "أمازون" المنافسة من هذا السياق بسبب اعتمادها على خدمات "أمازون" للتجارة الإلكترونية وهو أمر مختلف عن الخط الجديد للتجارة الذي تقوم به "نيتفليكس".

ولعب بطولة "Stranger Things" مجموعة من الأطفال الموهوبين، وحصل كل واحد منهم على مبالغ لا تتخطى 30 ألف دولار لكل حلقة من الموسمين الأول والثاني بعد توقيعهم على عقود بهذا الشأن قبل عرض السلسلة، لكن النجاح الكاسح للسلسلة الأكثر رواجاً طوال العام 2016 سوف يجعل هذه الأرقام تتضاعف مع توجه الشبكة لعقد مباحثات مع نجوم السلسلة بشكل منفصل من أجل ستة مواسم جديدة، علماً أن الشبكة تسعى لتصوير أكبر قدر ممكن من الحلقات قبل أن يتقدم الممثلون في السن، وتحديداً أولئك الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة، حيث شكل "سحر الأطفال" أكبر عامل في جذب الجمهور للسلسلة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024