ناشط يورّط رياض طوق.. فينقذ الدعاية العونية

المدن - ميديا

الخميس 2020/10/01
منح ضيف استقبله الصحافي في "ام تي في" رياض طوق، "التيار الوطني الحر"، فرصة ذهبية ليبني عليها سردياته والتأكيد بأن الاتهامات الموجهة اليه بالضلوع بالفساد هي عملية فبركة مستمرة، ولا أساس لها من الصحة. 
فالوثيقة التي تحدث عنها شارل سابا في برنامج طوق ضد وزيرة الطاقة السابقة، ندى البستاني، وتبين أنها وثيقة مزورة، تمسك بها التيار للإثبات بأن ما يُخاض ضده هو حرب إعلامية، واتهامات باطلة، وهو ما استندت اليه البستاني في المواجهة التي عرضتها، ولم يلتحق بها سابا.
 

لم يتبنَّ طوق الوثيقة ولم يعرضها الشاشة، بل نشرها الناشط سابا في حسابه في "تويتر". وكرر طوق 4 مرات على الهواء أنه لا يتبنى الوثيقة، وأن ضيفه يتحمل مسؤوليتها، وأنه لا يمكن له أن ينفي أو يؤكد هذه المعلومات، وهو في حلّ من اي التزام بهذه المعلومة التي جاءت على لسان ضيفه وفي برنامجه. 

يتضمن المستند المزعوم تحويلات بقيمة 6 ملايين دولار قامت بها البستاني الى حساب بنكي في سويسرا من مصرفين لبنانيين. وحين حاول ناشط آخر التأكد من صحة المزاعم، رد البنك بأن هذه الوثيقة spam، والترجمة هنا في أحسن الأحوال أنها "مفبركة"، "مركّبة" أو "غير أصيلة". 

وعرضت البستاني مواجهة في المصرف. تحدّت أن يحضر معها مدّعي التحويل الى المصرف حيث سترفع السرية المصرفية عن حساباتها، لكن أحداً لم يستجب. فتعهدت باللجوء الى القضاء لمقاضاته. 

المواجهة، هي استكمال لعراك سابق، منذ الأسبوع الماضي، حول ما سمّاها طوق الصفقات والسمسرات والسرقات في ملف الطاقة. وتقدمت البستاني بدعوى قضائية ضده على اثرها. 

والحال إن ما عُرض يثبت خوض مواجهة بلا أدلة مكينة وقوية. لا يعني هذا بالضرورة أن القضايا وعلامات الاستفهام ليست كثير ومشروعة، بل هي كذلك، وصرخات الناس تتصاعد. لكنها، في غياب السَّند والبراهين، تقلب السِّحر على الساحر، وتؤذي العمل الصحافي اللبناني برمّته، إذ تُذهِب الصالح بمغبّة الطالح.

وكان ضيف برنامج "بإسم الشعب"، الناشط شارل سابا، قال إن "المنشور يتضمن رقم الحساب والسويفت كود وتفاصيل المصرف، ولم ندّعِ لحظة أنه وثيقة مصرفية".


وأتاح النشر للجمهور العوني الرد على المزاعم، والقول بأنه جزء من حملة ممنهجة ضد التيار، وليس اقلها مهاجمة طوق والتشكيك في مصداقيته، ما يهدد الجدية في التعاطي مع أي ملف من ملفاته في المستقبل... بل، والأخطر، أنه يعطي للتيار وشخصياته ومسؤوليه، مظلومية زائفة، ويرخي بظلاله على بقية العمل الجادّ والموثق بدقّة الذي يسعى إليه صحافيون آخرون من أجل فضح فساد السلطة بكافة أقطابها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024