كاتبة "2020" و"للموت" منتشية بالنجاح.. وتقول لـ"المدن": هذه شروطي

ميرا هاشم

الإثنين 2021/04/26
دخلت الكاتبة نادين جابر في المسلسلين اللبنانيين "عشرين عشرين" و"للموت" (يُعرضان على شاشة "أم تي في" خلال رمضان)، عالمين مثيرين للإهتمام، كما للجدل، الأول عالم العصابات والخارجين عن القانون، والثاني عالم الليل والقمار والدعارة والمجون والنصب والإحتيال، كنتيجة للجهل والفقر المدقع.
قد تكون تداعيات أزمة "كورونا" تدخلت لمصلحتها، وشاءت الظروف أن يُعرض لها عملان في الموسم الرمضاني 2021، فمسلسل "عشرين عشرين" الذي تأجل عرضه من العام الماضي، تشاركت جابر في كتابته مع بلال شحادات، ووضع الكاتبان فيه ثقلهما، علماً أنه سبق لهما أن تعاونا العام 2014 في مسلسل "لو" (إخراج سامر برقاوي، بطولة نادين نجيم، عابد فهد ويوسف الخال)، كذلك في الجزء الأول من مسلسل "عروس بيروت".
لا تخفي جابر، في حوار مع "المدن"، أن هذا العام هو "الأهم في مسيرتها ككاتبة مسلسلات". وتقول: "كل مسلسلاتي السابقة حققت النجاح، لكن نجاح "عشرين عشرين" و"للموت" كان ساحقاً، وبرز إسمي أكثر لأن العملين يعرضان في موسم واحد، وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها الإضاءة على اسم كاتب إلى حد كبير، ربما لأن المسلسلين هما الأقوى، بشهادة الجمهور".

في هذا الحوار تتحدث نادين جابر عن ظروف العملين، والرسالة التي تودّ ارسالها. 

* تعتبرين أن المسلسلين هما الأقوى، لكن لا يوجد غيرهما في الشاشات؟
** بالرغم من كل شيء لا يمكننا أن نغفل وجود إنتاجات أخرى. فهناك "راحوا" و"الباشا 3" و"موجة غضب" و"رصيف الغرباء". بصرف النظر عن رأي كل شخص في تلك الأعمال، وهي مسلسلات تحظى بمتابعة ولها أسماؤها وكتّابها ومخرجوها وممثلوها. 

* بعيداً من النص الجيد والجريء، كم سهّلت أسماء الممثلين المشاركين في هذين العملين مهمة التسويق لهما ومتابعتهما حتى قبل عرضهما؟
** أي مسلسل عبارة عن رزمة متكاملة. حتى لو كان النص أكثر من رائع، لكن إذا كان أداء الممثلين سيئاً والإنتاج ضعيفاً والإخراج ركيكاً، فلا شك أن المسلسل سيسقط.

لا أشاهد الدراما التركية

* يبدو واضحاً أن الدراما اللبنانية، تتأثر كثيرا بالدراما التركية، حيث تركز معظم الاعمال على المواضيع النفسية وواقع السجون ومشاكله. فكم تتأثرون بشكل أو بآخر بما تقدمه الدراما التركية؟  
** لا يمكن إختراع مواضيع ليست موجودة في الحياة، والمواضيع التي تتناولها الدراما في أي مكان في العالم، تعدّ على الأصابع وهي الحب والخيانة والكره والصداقة والسجون والمخدرات والأمراض النفسية، وكل كاتب يعالج إحدى هذه المواضيع بطريقة معينة. لكنني لا أجد أن الأفكار في أعمالي تشبه الأفكار المطروحة في الأعمال التركية ربما لأنني لم أشاهدها. 
 
* هناك من إنتقد مشهد "تبليع" فتيات الكباريه للمخدرات لتهريبها واعتبر أنه مبالغ فيه؟
** بل هو موجود، ونحن قمنا بأبحاث حول الموضوع ووجدنا أنها إحدى الطرق المعتمدة في التهريب من قبل تجار المخدرات وإن كانت بنسبة قليلة.

* هل حاولت إختيار أفكار حول الممنوعات التي شعرت أنها يمكن أن تجذب المشاهد؟
** يجب أن يكون هناك بعض المبالغة في الدراما تجنباً للملل، ويفترض أن نقوّي الجرعات في المواضيع المطروحة لأنها تكون أفضل درامياً وتجذب المشاهد. 

حجاب نادين نجيم

* لماذا اخترتِ أن تكون نادين نجيم محجبة عندما انتقلت الى المكان الآخر الذي فيه مخدرات؟
** "صافي" يعيش في بيئة معينة، وظهرت أمه في الحلقة الأولى من المسلسل خلال عودة من أداء فريضة الحج، و"سما" (نادين نجيم) أرادت التماهي مع بيئتهم لكي تتمكن من إختراق العائلة. 

* ولماذا اخترت بيئة المحجبات كبيئة حاضنة للمخدرات؟
** لم لا! في مسلسل "عشرين عشرين" سمّينا الأشياء كما هي، الإسلام والحجاب، وفي "للموت" الجرأة والدعارة. لماذا نختبئ وراء إصبعنا. المجتمع يوجد فيه من كل شيء. 
شروط جديدة

* هل يمكن القول أنك أصبحت الرقم الصعب في الدراما اللبنانية؟
** هذا الكلام يقوله الناس وشركات الإنتاج، وليس أنا. ثقتي في نفسي عالية جداً وأعتبر أنني من بين أفضل الكتّاب، ولكن ربما غيري لا يرى ذلك. 

* عادة يخطط الإنسان للمستقبل منطلقاً مما قدمه، و"للموت" و"عشرين عشرين" حققا نجاحاً ساحقاً، فهل ستتغير شروطك ككاتبة في الاعمال المقبلة؟
** شروطي لم تتغير. لطالما رفضت التنازل عن أمور كثيرة، لأنني رسمت صورة عني وعن عملي منذ البداية، "لا أقبل كيف ما كان ولا شو ما كان".

* ما الذي ترفضينه مثلا؟
** أرفض الإنتاج غير الجيّد حتى لو أودعت نصوصي في الأدراج، كما أرفض أن أكتب لمجرد أنني اريد أن أكتب مسلسلاً.

* قد يفهم البعض أنك تقصدين بكلامك كلوديا مرشليان كونها غزيرة في الكتابة؟
** أبداً! قصتي وحدها لا تكفي، بل يجب ان يكون وراءها إنتاج وإخراج وممثلون أقوياء. أنا أحترم كلوديا مرشيليان كثيراً، كما كل الإنتاجات اللبنانية لأنها "على قدّها" وأنا أتفهّم هذا الأمر، وأعرف أن هناك وضعاً إقتصادياً معيناً يفرض نفسه، ولكن بالنسبة لي، أنا أعتبر أن نجاح أي مسلسل يكون بإجتماع كل العناصر التي ذكرتها، وغياب عنصر منها لا يوصلها إلى الشكل المطلوب.   

* وبالنسبة إلى شروطك المادية؟
** لا شك أنها ستتغيّر.

* يبدو أنك تعيشين نشوة النجاح؟
** هي نشوة ممزوجة بالخوف. الخوف مما ينتظرني غداً، وماذا بعد هذين المسلسلين؟

* وماذا بعدهما؟
** السقف صار أعلى والحِمل على كتفيّ صار أكبر، وهذا الأمر يمنحني دفعاً من ناحية ويعذبني من ناحية أخرى.

* ماذا تقصدين بعبارة "السقف صار أعلى"؟
** النجاح في هذين المسلسلين كان ساحقاً، والناس ينتظرون مني أعمالاً أهم، ويجب أن أكتب ما هو أفضل منهما.

الشراكة مع بلال شحادات

* هل ستتخلين عن شراكتك مع بلال شحادات؟
** أنا لا أدخل في شراكة إلا معه، وهو يعاملني بالمثل. شراكتنا جميلة جداً، ونحن يمكن أن نعمل معاً كما يمكن أن يعمل كل منا لوحده. في حال إحتاج العمل "رأس رجل ورأس امرأة" فلا يمكن أن أختار غيره، وهو يفعل مثلي. ربما تجمعنا بعض الأعمال في المستقبل وربما لا. هناك أعمال يتم الاستعانة فيها بـ6 كتّاب، علماً أن الشراكة في الكتابة صعبة جداً وليست سهلة كما يظن البعض، وأنا أشعر بسهولة أكثر عندما أكتب لوحدي. 

* لكن العمل الذي يتشارك فيه أكثر من كاتب يكون أفضل لأنه يجمع أكثر من رؤية؟
** هذا صحيح. لكن عامل الوقت مهم جداً، لكي يأخذ الكاتب وقته الكافي في الحبكة ويفكر فيها ويدخل في دهاليزها، عدا عن أنه عندما يتشارك شخصان في التفكير، كل منهما يفكر في إتجاه معين، يصبح بينهما تقارب في وجهات النظر للوصول إلى أرضية معينة وهذا ليس بالأمر السهل.

* عندما أشرت إلى أن بعض الأعمال تحتاج الى رأس امرأة ورأس رجل، هل كنت تقصدين أن الرجل يجيد الكتابة عن الرجل أكثر من المرأة، والعكس صحيح؟
** المرأة لا يمكن أن تفهم الرجل كما يفهمه رجل آخر، والمرأة لن يفهمها أحد بقدر ما تفهمها المرأة. بعض الأعمال يحتاج إلى عقلين يفكران في وقت واحد، عقل المرأة وعقل الرجل. 
* وهل سيكون بلال شحادات شريكك في عملك المقبل "صالون زهرة"؟
** كلا، وهو  بصدد كتابة عمل لشكرة "الصبّاح" بعنوان "شتّي يا بيروت".  
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024