هل يراجع فايسبوك انحيازه ضد المنشورات الفلسطينية؟

المدن - ميديا

الأربعاء 2021/09/15
أوصى مجلس المشرفين على فايسبوك، بتحقيق مستقل في الاتهامات بالتحيّز الموجهة إلى اللجان المشرفة على المنشورات الخاصة بفلسطين وإسرائيل.

وقال المجلس إن فايسبوك فشل في تقديم الإجابات الكافية على أسئلته، فيما يتعلق بأسباب حذف منشورات بعض الناشطين الفلسطينيين. ورد فايسبوك بأنه يرحب بالتوصيات التي أصدرها المجلس، وسينظر فيها، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

ويتركز التحقيق في الملف حول منشور نقله مستخدم مصري، وتضمن خبراً من منصة إخبارية تابعة لشبكة "الجزيرة" خلال الحرب الأخيرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أيار/مايو الماضي. وتضمن المنشور صورة، تظهر شخصين في زي فصائل عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تتولى الحكم في قطاع غزة.

ونقل المجلس محتوى الخبر بالإنجليزية على الشكل التالي: "قيادة المقاومة، في الغرفة العامة، تعطي الاحتلال هدنة، حتى الساعة السادسة، ليسحب جنوده من المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح، وإلا فقد أعذر من أنذر، أبو عبيده- كتائب القسام- المتحدث العسكري".

ولم يضف المستخدم إلى المنشور الأصلي إلا عبارة "أووه"، لكن فايسبوك الذي يصنف القسام منظمة خطرة، حذف المنشور بشكل سريع، لكن أعاده بعد شكوى المستخدم، لمجلس المشرفين.

ولم يعرف بعد لماذا حكم اثنان من مراجعي المنشورات في فايسبوك على المنشور المذكور، بأنه عنيف أو يحض على العنف، ويخرق قواعد الموقع، علماً أن المراجعين لا يفترض بهم أن يسجلوا أسباب قراراتهم المتعلقة بالمحتوى. ووافق مجلس المشرفين على إعادة المنشور، بعدما تأكد من أنه كان "إعادة نشر من موقع إخباري قانوني، يتعلق بالاهتمامات الإخبارية العاجلة".

وكجزء من التحقيقات، سأل مجلس المشرفين فايسبوك إن كان قد تسلّم طلبات رسمية، أو غير رسمية من إسرائيل، لإزالة منشورات متعلقة بالمعارك في غزة. وقال الموقع أنه لم يتلق أي طلبات رسمية من إسرائيل، بهذا الخصوص، لكنه رفض التعليق على الجزء الآخر من السؤال المتعلق بالطلبات غير الرسمية.

وتضمنت التعليقات العامة على الموضوع، اتهامات صريحة لفايسبوك بالتمييز، والتحيز ضد المحتوى الذي ينشره الناشطون الفلسطينيون، والمحتوى باللغة العربية خلال الصراع الأخير. وفي المقابل كان هناك انتقادات من أن فايسبوك لم يبذل الجهد الكافي لإزالة المحتوى المحرض على العنف ضد الإسرائيليين.

ووجدت مجموعة حقوقية فلسطينية على شبكة الإنترنت أنه خلال الصراع المسلح بين يومي 6 و19 أيار/مايو الماضي، أزال الموقع 500 منشور متعلق بقطاع غزة. واعتذر نائب رئيس فايسبوك للشؤون الدولية، نيك كليغ لاحقاً لرئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، عن تصنيف منشورات محرضة على العنف، بشكل خاطئ.

وشملت توصيات مجلس المشرفين على فايسبوك، تشكيل هيئة مستقلة غير مرتبطة بأي من الطرفين الفلسطيني أو الإسرائيلي، لاجراء تحقيق شامل حول مراقبي المحتوى باللغة العربية والعبرية في فايسبوك، والتأكد من أن المراقبين والبرامج التي يستخدمونها لأداء عملهم غير متحيزة.

وتضمنت التوصيات كذلك، نشر التحقيق ونتائجه للعالم، وتشكيل آلية تحدد كيف يتلقى فايسبوك الطلبات الحكومية، لإزالة المحتوى، والتأكد من وجودها بشكل واضح، وشفاف، للجميع. وبالإضافة إلى مراجعة المحتوى يجب أن تميّز بين الطلبات الحكومية، التي تؤدي لإزالة منشورات بناء على اختراق القوانين المحلية، والطلبات التي تؤدي لإزالة المنشورات بناء على مخالفة قوانين فايسبوك، علاوة على الطلبات التي تنتهي من دون قرار بإزالة المنشور المشكو بخصوصه.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024