مطبوعات "دار الصياد" إلى توقف نهائي

المدن - ميديا

الجمعة 2018/09/28
انتهى مشوار "دار الصياد" الطويل بوصوله إلى النهاية المحتومة، بعدما بدا أن الدار كانت في العقد الأخير تصارع البقاء، كونها لم تسر في ركب التجديد المتمثّل في الثورة الرقمية والمواضيع التي تتماشى مع عصر الحداثة الإعلامية. فقد أعلنت الدار، في بيان، عن توقف صدور جريدة "الأنوار"، الصادرة عنها، اعتباراً من الاثنين المقبل، إضافة إلى توقف جميع المجلات الصادرة عنها.

وأكدّت "الأنوار" بدورها تنفيذها لهذا القرار، متمنية على المسؤولين عن "دار الصياد"، الذي دعموا صدورها طوال 58 عاماً، أن "يعودوا الى اضاءة "الانوار" عندما تسمح الظروف وتزول الاسباب التي حملتهم على اتخاذ هذه الخطوة". وقالت الصحيفة "نعتقد ان كل من يتابع أوضاع الصحف الحرة المستقلة، يعلم أن السبب الرئيسي لهذا التطور يتعلق بالخسائر المادية".

وبالرغم من عراقتها، إلا أن "دار الصياد" لم تستطع أن تصمد بعد 75 عاماً على تأسيسها وانطلاقتها على يد سعيد فريحة، وهي التي واكبت العديد من المحطات السياسية والثقافية والمراحل والاحداث المفصلية في تاريخ لبنان منذ حصوله على استقلاله. وكانت "الصياد" تصدر العديد من المطبوعات إلى جانب جريدة "الأنوار"، وهي مجلات "الصياد" و"الشبكة" و"الدفاع العربي" و"فيروز" و"الكومبيوتر والالكترونيات" و"الفارس".

ومع إعلانها الإقفال، تلتحق "الأنوار" بالمصير نفسه الذي سبقتها إليه صحف "السفير" و"الاتحاد" و"البلد" والحياة" بعد إقفال "دار الحياة" في بيروت، والتي مكتباً رئيسياً لإصدار الصحيفة بطبعتها الدولية.

إلى ذلك، صدر عن "نادي الصحافة" بيان أعرب فيه عن أسفه لقرار "دار الصياد" التوقف عن إصدار صحيفة "الانوار" وسائر المجلات الصادرة عنها. وقال النادي إنه "يعتز بالمسيرة الصحافية العريقة والطويلة لهذه الدار التي تأسست العام 1943 على يد الصحافي العريق سعيد فريحة، واستمرت بإشراف عائلته إلهام وبسام وعصام". وأضاف إنه "يعلي الصوت مجدداً كي يجد المعنيون في الدولة حلاً لأزمة الصحافة التي لطالما ميزت لبنان بحريتها وعراقتها وانتشارها، ولطالما شكلت سلطة رابعة الى جانب السلطات الثلاث على مدى السنوات الغابرة".

كما عبّر "نادي الصحافة" عن أسفه "لتهاوي المؤسسات الصحافية واحدة تلو الاخرى تحت عنوان الاوضاع الاقتصادية الصعبة"، معرباً عن كامل تضامنه مع أسرة "دار الصياد" وجميع العاملين الذين ضحوا على مدى سنوات لإعلاء شأن هذه المؤسسة، ومشدداً على "ضرورة نيل الزملاء الصحافيين في هذه المؤسسة كامل حقوقهم المادية والمعنوية، وأن يقبضوا التعويضات التي يستحقون في أقرب وقت، على أمل أن تزول الاسباب التي حملت المعنيين على اتخاذ هذه الخطوة وأن تعود الانوار لتضيء "دار الصياد" من جديد".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024