فيديو "الحجاب الصحيح" يثير سخط الإيرانيين

المدن - ميديا

الجمعة 2019/07/12
كجزء من أسبوع الحجاب في إيران، أدى مقطع فيديو، صادق عليه الحرس الثوري الإيراني، وهو يروج للحجاب الإسلامي "الصحيح"، إلى إثارة ضجة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي المحلية.


وفي المقطع المصمم كقصة "أنيميشين" قصيرة، وأنتجته شعبة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري، تدخل شابة "مرتدية ملابس غير لائقة" إلى متجر لبيع المجوهرات المقلدة. وتقول المرأة، وهي أيضاً راوية الفيلم، أن صاحب المتجر الذكور يعطيها "نظرة غريبة وابتسامة ذات مغزى"، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وعندما تسأل المرأة عن مجوهرات حقيقية، يخبرها البائع أنها بحاجة إلى الذهاب إلى متجر حيث "يتم حفظ المجوهرات في سبعة صناديق مغلقة في سبع خزائن". ويخبرها أيضاً أن أي شيء ذي قيمة "يصعب الوصول إليه ويحظى باحترام خاص"، بينما يبدو وكأنه يميل إليها محدقاً فيها.

وفي تلك اللحظة "المؤثرة" تدخل المتجر امرأة ترتدي حجاباً يغطي كامل جسدها، ليقف الرجل مستقيماً وينحنى رأسه باحترام. ثم ينتهي المقطع بالمرأة الأولى، التي ترتدي حجاباً "صحيحاً" الآن، وهي تقول: "لقد أدركت أنني يجب أن أقوم بتغيير، وأنا أفهم الفرق بين المجوهرات المزيفة والحقيقية".


وتمت مشاهدة الفيديو أكثر من 114 ألف مرة في "تويتر" فقط منذ نشره، وألهم الإيرانيين لتبادل وجهات النظر حول الحجاب الإجباري في البلاد. وعبّرت ردود الأفعال عن مشاعر مختلطة، وقد عبّرت إحدى المعلقات، التي بدا أنها مؤيدة للنظام الإيراني، عن أن الفيديو لا يساعد في الترويج للحجاب على الإطلاق وقالت: "لم تعجبني المقارنة بالمجوهرات. أنا إنسانة لا تنزل بي إلى مستوى البضائع".

وعلّق رجل قال أنه صاحب متجر، أنه أكثر يقظة مع مرتدي الحجاب الطويل الذي يغطي كامل الجسد، لأن النساء بإمكانهن سرقة البضائع عبره بسهولة، فيما قالت مُعلّقة أخرى أنه يجب على الجواهر الحقيقية "تركنا نحن الجواهر المزيفة وشأننا"، في تعبير واضع عن رفضها لارتداء النقاب الكامل. فيما قال آخرون أن الفيديو سخيف لدرجة شعورهم بالأسف على إضاعة بيانات هاتفهم المحمول عليه.

ومنذ الثورة الإسلامية في البلاد العام 1979، يشترط القانون الإيراني على النساء ارتداء ملابس "إسلامية" متواضعة. وفي الممارسة العملية يعني ذلك أن النساء يجب أن يرتدين "الشادور" وهو عباءة تغطي كامل الجسم، أو غطاء للرأس ومعطفاً طويلاً يغطي أذرعهن. علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها إعلانات للحجاب بطريقة مهينة، ففي العام 2018، كانت هناك ملصقات في المدن والبلدات تقارن النساء غير المحجبات بالحلوى المكشوفة التي تجذب الذباب.

وشهد العديد من المدن الإيرانية، منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، موجة اعتصامات واحتجاج عدد من الفتيات ضد الحجاب، فيما كشف استطلاع أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، عن وضع الحجاب في البلاد، في 29 تموز/يوليو 2018، أن 70% في المئة من النساء الإيرانيات يرفضن ارتداء الحجاب.

وذكر الاستطلاع الذي نشرته وسائل إعلام رسمية حينها، أن "الحجاب التقليدي العرفي أصبح هو الحجاب المتبع وليس الحجاب الديني الشرعي، وأن معظم الناس في المجتمع أصبحوا ينظرون للحجاب بنظرة تقليدية وليست شرعية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024