ناشطون سودانيون: استعدنا الإنترنت!

المدن - ميديا

الخميس 2019/07/11
قال ناشطون سودانيون، الأربعاء، أن خدمة الإنترنت عادت إلى البلاد، بعد انقطاع دام اسابيع خلال فض قوات الجيش الاعتصام الذي نظمه متظاهرون أوائل الشهر الماضي.


وجاءت الخطوة التي طال انتظارها بعد أسبوع من موافقة المجلس العسكري وقادة الاحتجاج على اتفاق لتقاسم السلطة، لينهي مواجهة استمرت ثلاثة أشهر منذ أطاح الجيش، الرئيس عمر البشير من الحكم، وسط تظاهرات في أنحاء البلاد ضد حكمه.

وتحاول مجموعة من الخبراء القانونيين استكمال صياغة الاتفاق ليوقعه الطرفان في الأيام المقبلة، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، الخميس.

وكان المجلس العسكري الحاكم أوقف خدمة الإنترنت بعد فض قوات الأمن اعتصاماً في العاصمة الخرطوم في 3 حزيران/يونيو، ومقتل أكثر من 128 شخصاً في حملة قمع استمرت 3 أسابيع، وفقاً لقادة الاحتجاج. لكن السلطات قدمت حصيلة ضحايا أقل قدرها 61 قتيلاً، بينهم ثلاثة من قوات الأمن.

وكانت "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي تمثل المحتجين، دعت مراراً لاستعادة خدمات الإنترنت. وكان هذا المطلب أحد أهم إجراءات بناء الثقة التي طالب بها المحتجون لاستئناف المباحثات مع المجلس العسكري بعد الفض العنيف للاعتصام.

من جهته، قال قسم الاتصالات في "تجمع المهنيين السودانيين"، الأربعاء، أن المواطنين في أنحاء البلاد تمكنوا من استخدام الإنترنت مرة أخرى. وطالب شركات الاتصالات بتعويض المستخدمين. كما بدأ مواطنو السودان في نشر مقاطع مصورة لما يزعم أنها انتهاكات ارتكبتها قوات الأمن بحق المحتجين أثناء فض الاعتصام.

وقالت الطالبة ملاذ حسن: "الشيء الوحيد الذي أردناه كان رؤية تلك المقاطع.. رأينا المشاهد المرعبة وأغلقتُ الانترنت، لا أستطيع أن أفتحه مرة أخرى". فيما أوضحت الناشطة أمل الزين، أن خدمة الانترنت تعود بالتدريج بعدما أمرت محكمة في الخرطوم، الثلاثاء، شركات الاتصالات في السودان باستئناف الخدمة.

وفي الشهر الماضي، قام المحامي عبد العظيم حسن بمقاضاة السلطات من اجل استعادة الإنترنت. وأمرت المحكمة، السلطات باستئناف الخدمة، ثم أقام حسن دعوى قضائية أخرى تطالب بعودة الخدمة لكافة السودانيين. وقال: "سبب قطع خدمة الانترنت كان لحجب الحقائق والمعلومات والأدلة المرتبطة بجرائم" ارتكبتها قوات الأمن أثناء فض الاعتصام.

يذكر أن خبراء حقوقيين في الأمم المتحدة، دانوا، مطلع الأسبوع الجاري، الإجراءات التي اتخذتها السلطات بقطع الإنترنت في السودان، وقالوا أنها تكبل حرية التجمع والتعبير. وأصدر الخبراء بياناً يقول: "في الأسابيع القليلة الماضية، ظللنا نتلقى أنباء عن حجب منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت من قبل المجلس الانتقالي العسكري".

ومساء الثلاثاء، قال مرصد "نت بلوكس" أن البيانات أظهرت استعادة واضحة لخدمة الانترنت في السودان، للاتصالات على الهواتف المحمولة والخطوط الثابتة من خلال عدد من مزودي الخدمة. وأضاف أن قياسات بتوقيتات فعلية تظهر عدم وجود قيود على وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات الرسائل من خلال مزودي الخدمة الرئيسيين الذين اتصلوا بالإنترنت. لكن بيانات المرور الإلكتروني الحالية، تظهر أن مستوى الاستخدام أقل بكثير مما كان عليه في 3 حزيران/يونيو، ما يشير إلى أن العديد من المستخدمين مازالوا يفتقرون لخدمة الانترنت.

وأوضح المرصد أن قطع الانترنت ربما يكون قد كلف اقتصاد السودان ما يصل إلى مليار دولار.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024