صحافيون مزيفون لاصطياد المعارضين السعوديين

المدن - ميديا

الجمعة 2018/11/09
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن قراصنة سعوديين انتحلوا شخصيات صحافيين لاعتراض اتصالات المعارض السعودي، علي الأحمد، المقيم في واشنطن. وقام القراصنة بالتواصل عبر البريد الالكتروني، مع الأحمد، منتحلين شخصية سكرتيرة رئيس التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لطلب مقابلة تلفزيونية معه بشأن السعودية.


ووقعت هذه المحاولة في شباط/فبراير الماضي، حين تلقى الأحمد رسائل بالبريد الإلكتروني من "تانيا ستالين"، التي قالت إنها سكرتيرة رئيس التحرير في "بي بي سي". وتواصل هذا الاسم مع المعارض السعودي على مدى أيام، حيث أرسلت له قائمة بموضوعات النقاش المقترحة، وشرحت له الترتيبات المزمعة لذلك اللقاء. وعند استفسار "أسوشيتد برس" عن هذا الأمر، قالت "بي بي سي" إنه لا علم لديها بموظفة بهذا الاسم، وإن ذلك المسمى الوظيفي غير موجود في الهيئة.

وتشير تحليلات "أسوشيتد برس" إلى أن طلب المقابلة كان فخاً للإيقاع بالأحمد من خلال البريد الالكتروني، ودفعه للنقر على رابط خبيث والوصول إلى الرسائل الواردة إليه. وقال الأحمد إنه يعتقد أن السعودية تقف وراء تلك المحاولات، مؤكداً تلقيه عشرات الرسائل المشبوهة خلال السنوات الماضية.

وفي محاولة اصطياد أخرى، أرسل القراصنة للأحمد نفسه في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 رابطاً إلكترونياً خبيثاً باسم الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

بموازاة ذلك، أشارت الوكالة إلى اعتماد القراصنة تكتيكات مختلفة ومنوعة لمحاولة اختراق البريد الإلكتروني للأحمد، فقد عمدوا إلى إنشاء حساب زائف في موقع "لينكد إن" استغلوا فيه صورة الصحافية سعاد مخنت التي تعمل في صحيفة "واشنطن بوست".

وفي الآونة الأخيرة، راجع أحد الباحثين في شركة "سيتيزين لاب"، رسائل الأحمد الالكترونية، وتأكد من أنها خبيثة. وأوضح جون سكوت رايتون، الذي تعمل مجموعته في مدرسة مونك للشؤون العالمية في جامعة تورنتو: "كانت هذه عملية مستهدفة مصممة للوصول إلى حساباته والاتصالات الخاصة"، و"يبدو أن هذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأنشطته السياسية".

وتضمنت بعض الرسائل طلباً بتثبيت "تحديث أمني مجاني" باسم "أمن النينجا"، وهو عبارة عن رسائل تصيّد عام من النوع الذي يستخدمه المجرمون والجواسيس جميع أنحاء العالم. لكن العديد من الرسائل الخبيثة الـ40 التي تم الإطلاع عليها في صندوق بريد الأحمد، كانت متناغمة بشكل وثيق مع الأحداث الجارية في الخليج، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

وكواحد من منتقدي العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، كان الأحمد مصدراً للصحافيين في واشنطن حول مشاكل المملكة وأزماتها الداخلية، خصوصاً في ما يتعلق بالدعاية المتطرفة التي يتم تضمينها في الكتب المدرسية في البلاد.

إلى ذلك، تشير "أسوشيتد برس" إلى أن كل من يقف وراء شخصية تانيا ستالين أو رسائل البريد الإلكتروني المزيفة باسم جمال خاشقجي، لديه فكرة عن كيفية تطور التداخل المشبوه بين التجسس والصحافة في عصر الإنترنت، حيث يقوم المتسللون المدعومون من الحكومة بانتحال صفة الصحافيين أو المؤسسات الإخبارية بشكل روتيني لاصطياد فرائسهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024