العراقيون يتهمون "كتائب حزب الله" باغتيال هشام الهاشمي

المدن - ميديا

الثلاثاء 2020/07/07
وضعت إدارة "فايسبوك"، الثلاثاء، إشعار وفاة وعزاء على الصفحة الشخصية للخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي عقب اغتياله، مساء الاثنين، وسط بغداد.

ويعرف عن الهاشمي (47 عاماً) وهو من مواليد بغداد، ظهوره اليومي في القنوات التلفزيونية المحلية والاجنبية لتحليل أنشطة الجماعات الجهادية والسياسة العراقية، كما كان وسيطاً بين أطراف سياسية عديدة لقربه منها جميعها، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس"، وأثار اغتياله تساؤلات كثيرة في مواقع التواصل، حول سبب استهدافه، والجهة التي تقف وراء قتله بوابل من الرصاص أطلقه مجهولون، ليلفظ أنفاسه بعد دقائق في مستشفى ابن النفيس.



وفيما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية بمقتل الخبير الذي كان يكتب لمراكز أبحاث مرموقة، من "تشاثام هاوس" في لندن إلى "مركز السياسة الدولية" في واشنطن، وجه ناشطون عراقيون أصابع الاتهام لميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران، بالتورط في مقتله، ما دفع بهاشتاغ  #كتايب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي، إلى صدارة المواضيع الأكثر تداولاً في "تويتر" في العراق.


ويستند مئات المدونين العراقيين الذين استخدموا الهاشتاغ إلى التهديدات التي تحدث عنها الهاشمي مع مقربين منه، والتي قال فيها إن "كتائب حزب الله هددته بالتصفية"، حسبما نقلت وسائل إعلام أميركية. 

وقال الهاشمي لعدد من المقربين منه، ومن ضمنهم صحافي عراقي يعمل في قناة "الحرة"، أنه "يتلقى بشكل دوري تهديدات بالقتل". كما أبلغ زعيم تيار "مواطنيون" الناشط غيث التميمي، القناة نفسها، بأن "الهاشمي تلقى تهديدات من كتائب حزب الله العراقية قبل اغتياله"، عارضاً رسائل متبادلة بينه وبين الهاشمي يطلب منه فيها نصيحته في التعامل مع هذا التهديد.


وتداول معلقون وصفوا بأنهم ينتمون لمحور الممانعة، صوراً مزورة يتبنى فيها تنظيم "داعش" الإرهابي عبر وكالته "أعماق"، عملية اغتيال الهاشمي، ما استوجب تفنيداً من ناشطين مستقلين وصحافيين بارزين أشاروا إلى أن المتحدث باسم كتائب حزب الله "أبو علي العسكري"، هدد باختطاف الهاشمي قبل اغتياله، في رد على تغريدة للهاشمي بشأن اعتقال المتورطين بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على مناطق متفرقة من بغداد.



وكان الهاشمي وراء كشف هوية أبو علي العسكري، واسمه الحقيقي هو حسين مؤنس، الذي هدد شخصيات عراقية رفيعة منها رئيس الوزراء. علما أن عملية اغتياله تشابه اغتيالات سابقة يُشتَبه في أن الكتائب كانت مسؤولة عنها، ومنها اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي في كربلاء.


وكان الهاشمي اتخذ موقفاً داعماً بشدة للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في العراق، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، للمطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي العراقي والتنديد بموالاة الحكومة السابقة إلى المعسكر الإيراني. وخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين، غالباً ما كانوا يستقلون دراجات نارية، لكن السلطات أكدت مراراً عدم قدرتها على تحديد هوية الجناة، رغم الاتهامات للميليشيات الإيرانية بالوقوف وراءها في محاولة لنشر الترهيب بين العراقيين.

وأوضحت "فرانس برس" أن جماعات موالية لإيران، وجهت في أيلول/سبتمبر الماضي، وحتى قبل بدء التظاهرات غير المسبوقة، تهديدات عبر الإنترنت، للهاشمي و13 شخصية عراقية أخرى، بالقتل. وفي حملة المضايقات الإلكترونية، هوجم الهاشمي واتّهم مع آخرين بأنهم "عملاء" و"خونة الوطن" و"مؤيّدون لإسرائيل والأميركيين".

وكان الهاشمي، وهو دكتور في الفقه الإسلامي، ضليعاً في تركيبات التنظيمات الجهادية، خصوصاً تنظيم "داعش". وساهم خلال مراحل الحرب ضد التنظيم المتطرّف في العراق وسوريا، بتفكيك هرميته، خصوصاً من خلال معرفته الأكاديمية الموثوق بها محلياً وعالمياً، إضافة إلى أرشفته تاريخ الشخصيات والقيادات التي تبوأت مناصب كبيرة داخل التنظيم، على غرار أبو بكر البغدادي الزعيم السابق للتنظيم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024