وكتب الأستاذ قيس عبود عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك": "اكتشفتُ أن الخبز أهم من العلم وبالخبز وحده يحيا الإنسان"، في مشهد مؤلم للحال الذي وصلت إليه البلاد على المستوى الاقتصادي والخدمي، في ظل عجز النظام السوري عن تأمين المتطلبات الأساسية للحياة، بما في ذلك المواد الغذائية والمحروقات والكهرباء.

وأوضح عبود أنه أجّل موعد محاضرته لطلاب الماجستير بسبب موعد الخبز الذي لا يؤجل على حد تعبيره، مضيفاً أنه أرجأ المحاضرة ليقف على دور الخبز لأن دفعات الخبز تأتي في الساعة العاشرة وموعدها لا يؤجّل.

وحذف عبود منشوره لاحقاً، خوفاً من الملاحقة الأمنية، حيث بات توجيه الانتقادات للواقع المعيشي جريمة تستوجب الاعتقال بتهمة "وهن نفسية الأمة" كما أن تصوير الطوابير بات يسبب لأصحابه الاعتقال الفوري في حال تم ضبطهم أثناء عملية التصوير. علماً أن الفساد المستشري في الدولة السورية ليس له حدود، حيث ضجت مواقع التواصل مؤخراً بأخبار عن ضبط ستة أطنان من السكر لدى مديرة إحدى الصالات السورية للتجارة في حمص وسط البلاد، في وقت باتت فيه مخصصات السكر للفرد الواحد لا تتجاوز الكيلوغرام الواحد شهرياً توزع بموجب البطاقة الذكية.

يذكر أن الأمم المتحدة تقدر أن 80% من السوريين المقيمين في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، وقالت الأسبوع الماضي أن الأمن الغذائي تحديداً بات من أكثر الاحتياجات إلحاحاً، فيما يقدر برنامج الأغذية العالمي أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، حيث زاد هذا العدد بـ4.5 ملايين شخص خلال عام واحد.