خطاب ميشال عون: "ردّ على ثورة فايسبوك بكاسيت VHS!"

المدن - ميديا

الخميس 2019/10/24
الخطاب المتهالك الذي خرج به الرئيس ميشال عون، بعد 8 أيام من انطلاق الاحتجاجات الشعبية، زاد من استفزاز الشارع وغضبه، كونه عكس مدى الاستخفاف بعقول الناس ومطالبهم ومناشداتهم، حيث بدا عون في حالة إنكار لواقع أن الشعب يحمّله المسؤولية ويعتبره أصلاً من أصول الفساد.


ولعلّ أبرز إنجازات العهد القوي هو توحيد اللبنانيين حول المطالب وأسباب التمرد والاحتجاج، وهو الأمر الذي قابله عون، في رسالته المتلفزة، بالركاكة والارتجال، حيث بدا غير مواكب لمطالب المحتجين، بل إنه حاول كالعادة ركوب الموجة وقطف الحدث، وتبنّي النداءات المطالبة بتغيير النظام الذي يرأسه ويحمي المفسدين فيه، والذي بدلاً من أن يترجم وعوده بالإصلاح والتغيير، فإنّه كرّس الفساد والتوريث والمحسوبيات، ولم يكن عهده موسوماً سوى بالوعود الكاذبة التي أفقدته ما تبقى من مصداقية وثقة "شعبه" فيه.


الخطاب الذي تأخر كل هذا الوقت، خرج إلى اللبنانيين ممنتجاً ومتقطّع، ما أوحى إلى أن عون غير قادر ممارسة مهامه بشكل طبيعي، والتي ترك لصهره جبران باسيل مهمة الاضطلاع بها في الكواليس، فكان للأخير دوماً صلاحيات واسعة للعبث والفساد بموازاة إمعانه في استفزاز الطبقة السياسية والشرائح الشعبية على حد سواء.

وعليه أصبح وصف الخطاب، من قبل العديد من المغردين، بـ"النكتة السمجة" أمراً مفهوماً ومبرراً، بل ويستدعي الكثير من السخرية والقول مثلاً: "حضرة الرئيس اذا جبران خاطفك ضروب إيدك عالطاولة مرتين"، و"الشعب يريد تفسير الخطاب" و"أسئلة الامتحان المقبلة: استخرج من خطاب عون جملة مفيدة"، أو التعبير عن الاستنكار بسؤال: "مزعوج يا عون من اقفال الطرقات ولم تنزعج من توقيف البلد عامين لانتخابك؟"، أم أنك "تناسيت مقولتك الشهيرة: فليتوقف البلد كرمى لعيون صهر الجنرال؟!".







بالتالي،"يجب على المعنيين أيا كانوا تأمين خروج مشرف للرجل الساكن في بعبدا، يحفظ ماء وجه موقع الرئاسة وهيبتها. البؤس الذي ظهر اليوم غير مقبول. القصر الجمهوري ليس المكان المناسب للتقاعد وانتظار مرور الأيام"، على ما يقول الصحافي هيثم خوند.

وذهبت التعليقات الساخرة إلى مداها: 
"العمى.. رد على ثورة فايسبوك بكاسيت VHS!"
"صارت استقالته ضرورة لأسباب غير سياسية"
"حتى EDITOR (مونتير) العهد حمار"
"أعتقد أن بوتفليقة كان واعياً أكثر منه".


وبالرغم من رداءة الخطاب وفداحة المونتاج والتقطيع، لا زال العونيون وحدهم، دون باقي اللبنانيين، متشبثين بقدسية ملهمهم تحت شعار "عون_لبنان"، مضيفين إليه مزيداً من الهالات التي سقطت إثر دوي حناجر المتظاهرين، التي لا زالت تهتف منذ 17 تشرين الأول.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024