مناورة "حزب الله" في عيون السيمان ورسالة "القوات"

نور الهاشم

الأحد 2021/11/14
لم يصدر أي بيان عن "حزب الله" يوضح فيه المعلومات حول انتشار عسكري له في جرود عيون السيمان، لا نفياً ولا تأكيداً ولا طبيعة المهمة. كما لم تنقل وسائل الاعلام المحلية أي معلومات عن مصادر من الحزب أو قريبة منها، حول طبيعة الانتشار.

بقيت دلالات الصور محل تكهنات، وهي المرة الاولى التي تخرج فيها صور عن انتشار أمني أو عسكري للحزب، لم يتكفل الحزب نفسه، أو أي مقرب منه، في نشرها. 


الخبر انتشر في وسيلة اعلام مقربة من حزب "القوات اللبنانية"، هي إذاعة "لبنان الحر". اشتعلت مواقع التواصل، قبل أن يصل صدى الخبر الى سياسيين مسيحيين معارضين للحزب، خرجوا بمضمون واحد: "طريق القدس لا تمر من عيون السيمان، مثلما منعنا أن تمر طريق القدس من جونيه"، في اشارة الى تصريح زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. 


أراد حزب "القوات اللبنانية" الدفع برسالة أمنية ميدانية، تشبه الى حد بعيد رسالة الطيونة، مفادها أن هناك تكافئاً بالقوة العسكرية، وأنه الحزب القادر على مواجهة حزب الله عسكرياً في لبنان. يُستدل الى ذلك من الكشف عن مصمون الخبر، وتصريحات مسؤولي القوات وجمهوره، بينهم نواب محسوبون عليه. 

على أن الرسالة لم تكن سياسياً فقط. تزخر بالطابع الامني على ضوء الصور التي انتشرت. بالصور تم التقاطها من البعيد. لا يبدو فيها عناصر الحزب واضحو المعالم، وهذا يعني، بموجب الرسالة، أن هؤلاء العناصر، تحت مرمى النيران في حال كانت هناك مواجهة، وأن جرود عيون السيمان ليست خالية تماماً لعناصر الحزب، وأن طريق كسروان من بعلبك، هي طريق مقطوعة على الحزب في حال كانت هناك نية لمواجهة أمنية أو عسكرية. يؤكد نشر الصور الملتقطة من مسافات بعيدة، تلك الرسالة المقابلة لرسالة حزب الله. 


وحزب الله بدوره، كان مصراً على ارسال الرسالة. يُستدل الى ذلك من عاملين، أولهما ان الحزب المعروف عنه امتلاكه لقدرات أمنية عالية، ومن بينها التخفي، ترك لكاميرات عناصر القوات أو "أهالي المنطقة" فرصة التقاط صور لعناصره. يعني أنه كشف عناصره، بعد ثلاثة أيام من "مناورة صامتة تُحاكي التطورات اللبنانية الاخيرة، من خلال معسكر تدريب  اقامه الحزب لعناصره  وفكّكه السبت"، بحسب ما أفادت "وكالة الانباء المركزية". 

أما العامل الثاني، فيتمثل في صمت الحزب، يعني أن هناك اتجاهاً لتعميم الصور، والاحجام عن وقف انتشارها. وظف هذا الكشف الذي اضطلع "القوات" به، عبر اذاعة "لبنان الحر"، في معرض المعركة المفتوحة مع "القوات" التي رد جمهورها عليه بنشيد "سلاح الثلج"، وفيه عبارة "عنصرنا قاتل مية". 


ما يجري من رسائل أمنية لا تزال مضبوطة تحت سقف سياسي بين الطرفين، هو اشبه ما يكون بالفترة التي سبقت أحداث 1975 التي أشعلت الحرب. الفارق بينهما ان التوتر لم يبلغ مستوى الاشتباك والحوادث الامنية المتنقلة. لا يزال ضمن اطار الرسائل الامنية الى ان يحين موعد القتال الفعلي. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024