"قمة مضادة" لتحرير سجناء الرأي السعوديين قبيل قمة العشرين

المدن - ميديا

السبت 2020/11/21
ناشدت عائلات سجناء رأي سعوديين، زعماء العالم، التطرق إلى مسألة حقوق الإنسان في المملكة خلال استضافتها لقمة مجموعة العشرين، معتبرة أن الضغط على الدولة الخليجية من بوابة صورتها الخارجية مفتاح الإفراج عن أقربائهم.


وعشية انطلاق الاجتماعات الافتراضية لأغنى دول العالم، السبت، نظمت مجموعة من الناشطين "قمة مضادة" من أجل محاولة إلقاء الضوء على سجل حقوق الإنسان في المملكة المحافظة التي تعيش حملة انفتاح اجتماعي ضخمة. وخاطبت "بين أميركا"، وهي مجموعة أدبية تدافع عن حرية التعبير، منتدى "القمة المضادة" عبر الإنترنت، مذكّرة بجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول قبل أكثر من عامين.

وقالت أريج السدحان، شقيقة عبد الرحمن السدحان المعتقل في المملكة منذ آذار/مارس 2018: "كل أقربائنا في خطر. إنهم يواجهون الأخطار نفسها التي عايشها جمال خاشقجي بشكل يومي". وتابعت متوجهة إلى الزعماء المشاركين في قمة العشرين "ستساعد أصواتكم في الحفاظ على حياتهم"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".


واحتجز عبد الرحمن السدحان، في مكتب في الرياض تابع لهيئة الهلال الأحمر، حيث كان يعمل، بعدما أبدى آراء حول مسائل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية عبر حساب مجهول في "تويتر"، بحسب شقيقته المقيمة في كاليفورنيا وتقول أنها واجهت تهديدات مصدرها غامض منذ أن تحدثت عن شقيقها، بما في ذلك تحذيرات بأنها ستُرمى "في شبكة الصرف الصحي".

ومن أبرز السعوديين المحتجزين في المملكة، لجين الهذلول (31 عاماً)، وهي شخصية رئيسية لعبت دوراً كبيراً في حملة السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارات، لكنها اعتقلت في أيار/مايو 2018 قبل أسابيع من رفع المملكة حظرها على قيادة النساء، على خلفية تهم تتعلق بالتخابر مع جهات خارجية حسبما ذكرت وسائل إعلام قريبة من السلطات.

وقالت شقيقتها لينا أن السجينة مُضرِبة عن الطعام منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر عندما زارها والداها ووجداها "ضعيفة للغاية ويائسة". وأضافت لينا التي تعيش في أوروبا منذ سنوات: "لا ينبغي أن نستخف بقوة أصواتنا"، مضيفة: "حتى كلمة واحدة للسؤال عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي، قول أسمائهم والتأكد من عدم نسيانهم، هي في الحقيقة أمر يمكن أن يؤدي لإنقاذهم".

والحال أن الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، دونالد ترامب، أقام علاقة قوية مع القيادة السعودية وقادة الدولة الخليجية الآخرين، وتجنب التطرق إلى مسائل تتعلق بحقوق الانسان في هذه الدول. وتتناقض علاقات ترامب الوثيقة بدول الخليج، مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه الدول الغنية بالنفط بسلفه باراك أوباما، الذي أثار بإبرامه الاتفاق مع الجارة إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها.

وروى الصحافي الشهير بوب وودورد، في كتابه "غضب"، أنّ ترامب قال له في مقابلة، رداً على سؤال عن علاقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول: "لقد أنقذته"، علماً أنه خلال منتدى "القمة المضادة"، قال السيناتور الديموقراطي كريس مورفي، أنّه يتوقّع من الرئيس المنتخب جو بايدن، التطرّق مجدداً إلى مسألة حقوق الإنسان في السعودية، وإلى ما اعتبره دعماً من قبل المملكة لإسلام يشكل "ركيزة للحركات المتطرفة العالمية".

وكانت المملكة أكدت على لسان ولي العهد أن مرحلة الإسلام المتشدد فيها قد انتهت وسط حملة انفتاح اجتماعي كبيرة شملت إعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة الحفلات الموسيقية والتخفيف من القيود المفروضة على المرأة. وعلق مورفي: "حان الوقت بالنسبة لنا لندرك أن السعودية هي حليف غير مثالي للغاية، وأن أولوياتنا في هذه العلاقة كانت خاطئة منذ فترة طويلة".

وحث عشرات المشرعين الديموقراطيين، إدارة ترامب، على مقاطعة مجموعة العشرين، معتبرين أنها جزء من جهود السعودية لتحسين صورتها من دون الإقدام على إصلاحات حقيقية في مجال حقوق الإنسان. لكن ترامب سيشارك في القمة، وسيكون وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في المملكة، خلال اليوم الثاني لأعمالها، الأحد.


وقالت صفاء الأحمد، القائمة بأعمال مدير مجموعة "القسط" السعودية الحقوقية: "الواقع مختلف جداً جداً عما تزعمه الحكومة"، كما نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تغريدة عبر حسابها في "تويتر" موجهة لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، تحثهم على المطالبة بالإفراج الفوري عن لجين الهذلول ونسيمة السادة وسمر بدوي وغيرهن من الناشطات المعتقلات في السعودية.

وأطلقت منظمة العفو الدولية "أمنستي" عريضة تحث قادة العالم على الضغط على السلطات السعودية للإفراج الفوري عن الناشطات المعتقلات اللواتي اعتقلن "لمجرد مطالبتهن بتحقيق المساواة ودفاعهن عن حقوق الإنسان" وتعرضن للتعذيب، الأمر الذي تنفيه السلطات السعودية التي وجهت إليهن تهماً بمخالفة القانون وبعضها يصل لحد التخوين والاتهام بالعمالة لجهات أجنبية وتهديد الأمن القومي.

ووقع العريضة التي نشرتها "امنستي" أكثر من مئتي ألف شخص حتى الآن، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، أنه "ينبغي لقادة مجموعة العشرين، بدلًا من مسايرة الحكومة السعودية التي تسعى إلى تلميع صورة المملكة، أن يستغلوا القمة كفرصةٍ لمناصرة الناشطات والناشطين الشجعان الذين دفعوا حريتهم ثمناً لالتزامهم الحقيقي بتمكين النساء".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024