صاحب أغنية "نحن رجالك يا بشار": "نحن مالنا غنم"!

المدن - ميديا

الثلاثاء 2019/02/12
تحولت "ثورة الغاز" التي أطلقها فنانون وإعلاميون موالون للنظام السوري الشهر الماضي، إلى نوع من المهزلة، مع محاولة ممثلين وفنانين سوريين ركوب موجة "التريند" لتمييع الهموم المعيشية والاقتصادية للسوريين في مناطق سيطرة النظام.


وبعد شكران مرتجى وأيمن زيدان ورضا الباشا، وغيرهم من الذين احتجوا بحدة على الأوضاع المعيشية والفساد، تحول المشهد فجأة إلى ثورة مضادة أطلقها الممثل زهير عبد الكريم بفيديو هاجم فيه المنقدين بوصفهم خونة ومحركين من الخارج. فيما حاول البعض مثل باسم ياخور وقاسم ملحو، تحسين صورتهم الشعبية، التي تأثرت بسبب عدم تقديمهم موقفاً سياسياً أخلاقياً عند الثورة السورية العام 2011.

ونشر المغني السوري شادي أسود، صاحب أغنية "نحن رجالك يا بشار"، مقطع فيديو شن فيه هجوماً لاذعاً على حكومة النظام السوري. وقال أسود: "مين الفيثاغورس اللي حط هي النظرية أنو 200 لتر بنزين بالشهر تكفيك روحه رجعه". معتبراً أن "تخصيص حكومة النظام للمواطن مقدار 200 لتر بنزين غير كافية وغير منطقية".

وهدَّد "أسود" بالرحيل عن سوريا، بقوله: "نحن مالنا غنم، وضد أنو تستعملونا غنم، وإذا وصلتوا لمرحلة انكن تضغطوا علينا إنو نبطل نسافر، أنتوا ح تخلونا نسافر"، قبل أن يتحدث عن ولائه للرئيس بشار الأسد.



وكانت وزارة النفط التابعة للنظام، أطلقت نظام "البطاقة الذكية" لتعبئة محروقات السيارات العامة منذ العام 2014، ثم قامت بتوسعة هذه التجربة بتطبيقها على السيارات الخاصة في محافظة السويداء العام 2016. وتوسّعت التجربة حتى محافظات اللاذقية وطرطوس وحلب وحمص ودرعا، ثم دمشق مع ريفها بداية هذا العام، وشملت وقود السيارات بنوعيه، المازوت والبنزين، بالإضافة لمحروقات التدفئة، وقريباً تشمل الغاز المنزلي.


واستمرت الصفحات الموالية للنظام، في تصدير "ثورة مضادة"، عبر تمييع الموضوع بنشر أخبار ساخرة من أزمة الغاز والكهرباء وقضايا أخرى كالتجنيد الإجباري، لتحويل هذه القضايا المهمة إلى مجرد نكتة لتفريغها من مضمونها، وهو أسلوب كلاسيكي تتبعه دعاية النظام منذ عقود لتنفيس الغضب الشعبي، تجاه أي قرار أو حدث مستفز.

وأعادت الصفحات الموالية، نشر مقاطع فيديو سابقة، صورها الممثل وائل رمضان، مع مجموعة من الممثلين السوريين مثل عبير شمس الدين وديمة قندلفت وجمال العلي وأندريه سكاف، يسخرون فيها من الهموم المعيشية للناس باستخدام الأغاني الشعبية. وتم طرحها بشكل مزيف على أنها مشاركة من الفنانيين "الوطنيين" في الأزمة الحالية التي "يتساوى فيها الجميع".

ويتم ربط هذه المقاطع بخطاب النظام الرسمي، بالقول أن العقوبات الغربية على النظام هي سبب أزمة الغاز الحالية، وليس الفساد وانتشار الميليشيات في البلاد، وبالتالي فإن ما يحصل للناس العاديين يحصل أيضاً للمشهورين من الفنانين وحتى الوزراء والمسؤولين الذين خرجوا بتصريحات هزلية عن عدم توفر الأساسيات في بيوتهم أيضاً.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024