تهديد محافظ البقاع: عندما تكون العائلة أقوى من الدولة

المدن - ميديا

الإثنين 2020/09/28
"باسم العائلة لا نقبل بهذه الافعال". هذا الرد، جاء على تغريدة محافظ البقاع، بشير خضر، الذي تعرض للتهديد إثر تقدمه بإخبار ضد رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك عطريف شومان، على ضوء مخالطته الناس وهو مصاب بفيروس "كورونا". 

تحركت النزعة العائلية، وتمت مواجهة المحافظ الذي يمثل السلطة اللبنانية بالقوة والتهديد، وصولاً الى مقطع فيديو يهدد فيه شومان المحافظ مباشرة، من دون ان يصدر اي بيان عن وزارة الداخلية التي ينتمي المحافظ إدارياً لها. 

ونشر خضر صورة في "تويتر" تظهر شومان يستقبل بطلاً رياضياً في المطار. وكتب عليها: "هو على علم بإصابته بكورونا، ومع ذلك يستمر بحياته اليومية بشكل طبيعي، يخالط الناس ويحضر المناسبات، وها هو بالأمس يستقبل في المطار، انه نائب رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك عطريف شومان. تقدمنا بإخبار بحقه لدى القضاء لتعريض حياة الناس للخطر سنداً للمادة 604، إخبار يساوي سجن لمدة 6 أشهر". 


وردّ شومان بتهديد مصور. وقامت عائلة شومان في سرعين بإمهال المحافظ بشير خضر الى الساعة السادسة للاعتذار من نائب رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك عطريف شومان بعدما اتهمه بعدم التزام الحجر رغم اصابته بالكورونا. 


والحال ان العائلة في البقاع، أقوى من الدولة. متمردة عليها، وعلى ممثليها. لا يمكن لمحافظ أو لأي ممثل للدولة أن يقوم بإجراءاته. فالتمرد على القانون سمة عشائرية، لكنها خارج السيطرة في لبنان لأن الدولة ضعيفة. 

وضعف الدولة يعود الى انه منذ أكثر من 50 عاماً، بدأت تتبع استراتيجية "الأمن بالتراضي". التسويات التي عقدتها مع العائلات أو العشائر، مهّدت لهذا النوع من التمرد الذي بات علنياً، ولم يُرصد اعلامياً اي تحرك امني لحماية المحافظ أو لحماية قراره. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024