ناشطون عراقيون ملاحَقون مُصرّون على الانخراط في الحياة السياسية

المدن - ميديا

الخميس 2021/02/11
يؤكد ناشطون عراقيون أنهم مازالوا مستهدفين من قبل جماعات مسلحة لم يحددوها بالاسم لا سيما في الناصرية، ويخشون أن تقوم بعض الجهات بوضع العراقيل أمام مشاركتهم في الانتخابات المقررة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.


ونقلت وكالة "رويترز" عن المحامي العراقي حسين الغرابي أنه غادر مسقط رأسه في الناصرية قبل أربعة أشهر بعدما هددته جماعة مسلحة بسبب نشاطه السياسي. والآن، وبينما يتنقل في أنحاء العراق، يحاول الغرابي إنشاء حزب سياسي، ويأمل، مع بعض الناشطين، في تحدي أولئك الموجودين في السلطة الذين يتهمهم المحتجون بالفساد وعدم الكفاءة.

والغرابي، هو واحد من عشرات الأشخاص الذين فروا من الناصرية، المدينة التي كانت في طليعة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العام 2019، بعد تلقيهم تهديدات. وأكد أن العراقيين يتطلعون لتغيير الطبقة السياسية، مضيفاً أن "المتظاهرين كانوا يتساءلون عما إذا كان هناك بديل للأحزاب السياسية القائمة؟ لذلك بدأنا في مناقشة إنشاء هذا البديل".

وقُتل ما لا يقل عن 500 متظاهر خلال الاحتجاجات التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وخرج خلالها عشرات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بالإطاحة بالنخبة الحاكمة في العراق.

وعلق مهند المنصوري، وهو ناشط يبلغ من العمر 34 عاماً وأحد الفارين أيضاً من الناصرية، بأنهم يواجهون خطر السلاح والفصائل المسلحة. وتساءل كيف يمكن المشاركة بحرية في الانتخابات في مثل هذه الظروف؟

والحال أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تولى منصبه بعد انتفاضة 2019 التي أطاحت الحكومة السابقة، تعهد بمواجهة ما يقول أنها جماعات مسلحة إجرامية تحاول زعزعة استقرار البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن أن الحكومة تعمل على تنفيذ خطة لتأمين سلامة مراكز الاقتراع والتعامل مع شكاوى المواطنين من العنف والترهيب.

إلى ذلك، يأمل الناشطون، الذين رفضوا المشاركة في نظام سياسي يقولون أنه مزور، في تغيير هذا النظام من خلال انتخابهم في البرلمان. ويرغب الغرابي في أن يعمل حزبه "البيت الوطني" على معارضة النظام الطائفي لتقاسم السلطة المعمول به منذ إطاحة نظام صدام حسين العام 2003.

وقال الغرابي أنه سيركز على النزعة الوطنية الشاملة وحقوق الإنسان في بلد تمزقه أعمال العنف والقمع السياسي. وأضاف أنه بصدد الانتهاء من إجراءات تسجيل الحزب في مفوضية الانتخابات العراقية بتكلفة 36 مليون دينار، ما يعادل 25 ألف دولار أميركي، وأن يكون لديه نحو ألفي عضو.

يأمل الغرابي كذلك، في أن ينجح بجمع العراقيين من خلفيات مختلفة حول هوية عراقية وطنية جديدة، كما يرغب بحشد أصوات المتظاهرين وأولئك الذين قاطعوا الانتخابات الأخيرة التي جرت العام 2018، بسبب مزاعم التزوير. وشدد الغرابي على أن حزبه لن يشارك إلا في حال كانت هناك انتخابات نزيهة تراقبها الأمم المتحدة، كما رفض التحالف مع الشخصيات السياسية الموجود حالياً في السلطة.

وأوضح الغرابي أن حزب "البيت الوطني" يدرس التحالف بعد الانتخابات مع حركة "امتداد"، وهو حزب آخر مقره الناصرية أسسه مؤخراً الناشط البارز علاء الركابي.

في الجانب الآخر، تظهر أحزاب أخرى انفتاحاً أكبر على التعاون مع سياسيين علمانيين يرون أنهم ربما قادرون على مساعدتهم في دفع الإصلاحات والقضاء على الفساد.

وانضم محمد الشيخ (34 عاماً) إلى حزب "المرحلة" قبل بضعة أشهر، وهو حزب شارك في تأسيسه مستشارو الكاظمي. وقال الشيخ أنه من المهم الدخول إلى البرلمان، حتى لو كان ذلك يعني الاصطفاف مع السياسيين المعروفين. وأضاف: "منذ العام 2003، لم تكن لدينا معارضة حقيقية في البرلمان، وبالتالي إذا لم نتمكن من الوصول للسلطة، فبإمكاننا أن نكون في المعارضة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024