المدن - ميديا
وقالت الصحيفة الفرنسية أنها "تدين بأشد العبارات الاعتداء بالعنف الشديد على مراسلها في تونس ماثيو غالتيي، رغم تعريفه بنفسه بالعربية وبالفرنسية، وإغراقه بوابل من اللطمات والركلات في كل الجهات وبالغازات على وجهه"، ولم يفده ذلك حيث قامت الشرطة بافتكاك هاتفه وسرقة بطاقة الذاكرة التي تحتوي الصور والفيديوهات التي التقطها واقتياده إلى مركز الشرطة أثناء أدائه لمهامه في تغطية مظاهرات سلمية لإحياء الذكرى الحادية عشر لفرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وللاحتجاج على المنحى الفرداني الذي اتخذه الرئيس قيس سعيد وإجراءاته الاستثنائية.
#تونس 🇹🇳 #ثورة_مستمرة✌: الأمن يقوم بسحل مواطن في شارع الحبيب بورقيبة ويعتدي على الصحفيين ويحاول منعهم من تصوير المشهد. pic.twitter.com/XsWmuW8CLN
— Tayari Mouadh 🇹🇳🇩🇪 معاذ الطياري (@TayariMouadh) January 14, 2022
وتم نقل الصحافي الفرنسي إلى المشفى حيث عاين الأطباء آثار الاعتداءات، وجرحاً بعشرة سنتيمترات على الجبين، وآثار عنف زرقاء في اليد اليُمنى، وآلاماً في الظهر وفي الصدر والبطن، وانتفاخاً في القدم اليسرى.
إلى ذلك، تم اعتقال صحافي آخر، حسبما أفادت الصحافية الإيطالية ناتاليا رومان، رئيسة نادي مراسلي الصحافة الأجنبية في شمال أفريقيا، التي وثَّقت كل الاعتداءات على الصحافيين بالتنسيق مع النقابة الوطنية للصحافيين. وينتظر أن تنشر النقابة تقريرها عن الحادثتين في وقت لاحق.
وعلقت "ليبراسيون" بأنه هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مراسلها ذاته إلى الاعتداء من السلطات الأمنية في تونس، بل سبق أن تم الاعتداء عليه في احتجاج رسمي للخارجية الفرنسية. وعبرت الصحيفة عن مخاوفها من أن يكون الاعتداء على مراسلها متعمداً من جهة داخل الأجهزة الأمنيَّة، قصدت مع الإضمار والترصد استهداف الصحافي الفرنسي، وهو ما سيكون مطلوباً من القضاء تحديده بدقة وتحديد المسؤوليات ووضع الجزاء المقابل لعقابه لردع الجريمة، حسب تعبيرها.
Ca revient par Jean jaures #tunis pic.twitter.com/rHfyjns4uP
— Mathieu Galtier (@mathieu_galtier) January 14, 2022
وأعلنت الصحيفة أنها قامت بإيداع احتجاج رسمي لدى سفير تونس في باريس محمَّد كريم الجمُّوسي، مبرزة أنَّ حالة الاستثناء الَّتي أعلنها الرَّئيس قيس سعيد لا تبرر بأية حال من الأحوال تهديد حرية الصحافة، داعية السفير إلى إعادة الوثائق الفوتوغرافية للصحافي حالاً، وإلى وفتح تحقيق لتحديد هويَّة المعتدين ومقاضاتهم.
ولم تصدر أي جهة رسمية تونسية أي تعليق أو تكذيب أو نفي أو تأكيد للخبر. علماً أن مظاهرات ذكرى الثورة في تونس، الجمعة، قوبلت بقمع شديد من الأجهزة الأمنية، التي قامت بالاعتداء على المتظاهرين السلميين واعتقال عدد منهم. وقامت الأجهزة الأمنية بالاعتداء على الصحافيين في وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية.