وسام الطير.. ما زال حيّاً؟

المدن - ميديا

الأربعاء 2019/06/12
مازال مصير الناشط الموالي للنظام السوري وسام الطير، مجهولاً بعد نحو 6 أشهر من اعتقاله من مكاتب شبكة "دمشق الآن" الإعلامية الموالية في فندق "الداما روز" وسط العاصمة دمشق، واقتياده إلى جهة مجهولة.

وكشفت وسائل إعلام سورية معارضة، أن الطير مازال على قيد الحياة، رغم انتشار شائعات مقتله في الأشهر الأخيرة. وقالت مصادر مطلعة أن "وسام مازال على قيد الحياة، وهو مسجون في أحد أفرع مدينة اللاذقية".

وبحسب المعلومات المتداولة، يعتقد كثيرون أن شائعة وفاته مصدرها أصدقاؤه ورفاقه، وهدفها الضغط على النظام للكشف عن مصيره، وانتقلت هذه الإشاعة لإعلام المعارضة بشكل سريع، وأصبحت متداولة من دون أن يصدر أي نفي رسمي من السلطات السورية.

وكانت صفحة "دمشق الآن" التي يتابعها أكثر من مليونين و700 ألف شخص، أبرز الصفحات الموالية للنظام، والتي تنقل أخبار جيشه وتلمع صورته، بالإضافة لتوجيه "الانتقادات" للحكومة، بما في ذلك إجراء استطلاع رأي عن أزمة الغاز التي ضربت مناطق النظام مطلع العام الجاري، والذي تقول المعلومات المتداولة في وسائل إعلام موالية أنه سبب اعتقال الطير بالأساس.

وفي ظل نقص المعلومات عن القضية، بما في ذلك أي معلومات عن مصير الطير الذي أطلقت عائلته حملة يائسة للكشف عن مكان اعتقاله والتهم الموجهة إليه، وتم اعتقال فريق الشبكة أيضاً والتحقيق معهم، لكنهم رفضوا الحديث عن مجريات التحقيق والتهم حسبما أفادت عائلة الطير في منشورات عبر "فايسبوك".

وبحسب المعلومات الجديدة، تواصل الكثير من رفاق وسام مع أعضاء مجلس الشعب ومع وزراء وضباط لمعرفة مصيره، لكن الأجوبة كانت تشترك في جملة واحدة: "القصة كبيرة"، علماً أن الطير هو عضو لجنة الإعلام الإلكتروني التابعة لاتحاد الصحافيين الذي بدوره أيضاً لم يحرك ساكناً.

وقالت مصادر مقربة من أصدقاء وسام لموقع "الحل" السوري المعارض، أن دورية من فرع أمن الدولة اعتقلت الطير من الطابق الثالث في فندق "الداما روز"، حيث قدم وزير السياحة السابق بشر يازجي، مكتباً مجانياً لفريق "دمشق الآن"، مقابل الترويج لنشاطات وزارة السياحة وأعمالها وفيديوهاتها. وقام فرع أمن الدولة بتسليم الطير إلى فرع الأمن العسكري في دمشق، الذي بدوره أحاله إلى فرع الأمن العسكري في طرطوس، ومن ثم انقطعت أخباره ولم يعرف أي شيء عن مصيره.

وتختلف هذه التسريبات مع المعلومات التي تداولها الإعلام الموالي للنظام عند اعتقال الطير، والتي أفادت بمداهمة قوات الأمن لمكاتب "دمشق الآن" في حي الشعلان الدمشقي، وليس في فندق "الداما روز". وقال المصدر هنا: "لقد تعمدوا أن ينقلوه من مكان آخر من أجل صعوبة معرفة مكانه أو الوصول إليه بأي طريقة، نحن لا نعلم أين وسام الآن".

وقد يكون تقليل حضور الشبكة واعتقال الطير تنفيذاً لأوامر رسمية بهذا الخصوص، في وقت يتجه النظام السوري لإعادة سيطرته على تدفق المعلومات في البلاد، وإنهاء ظاهرة الشبكات الإعلامية والناشطين الإعلاميين الذين ساندوه طوال سنوات الحرب في البلاد. حيث تبعت حادثة اعتقال الطير، أحداث مشابهة لاعتقال أصوات إعلامية موالية، من بينها محمد هرشو مالك موقع "هاشتاغ سوريا" وجريدة "الأيام" التي أعلنت مؤخراً توقفها عن النشر.

وتعتبر "دمشق الآن" مشروعاً تطور بجهود قام بها وزير الإعلام السوري السابق عمران الزعبي العام 2012 عندما نظم مؤتمراً انبثقت عنه ورشات عمل، من أجل تأهيل صحافيين سوريين ومراسلين ميدانيين تابعين للنظام، تم اختيارهم حينها من كافة المحافظات السورية باستثناء الرقة، لانتمائهم لحزب البعث واتحاد الطلبة، أو بسبب ترشيح جامعة دمشق لهم من كلية الإعلام. وتم إرسال حوالى 100 شخص إلى إيران للمشاركة في ورشات تدريبية مكثفة أسفرت عن إنشاء عدد من المشاريع الموالية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024