"تحرير الشام": هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء ملاحقات الصحافيين..!

المدن - ميديا

الخميس 2020/05/07
وجهت "هيئة تحرير الشام"، الأربعاء، رسالة إلى الصحافيين والإعلاميين السوريين في الشمال السوري، حذرت فيها بشكل ضمني من توجيه انتقادات للهيئة المتشددة، وإلا كان العقاب حاضراً.

وبحسب بيان تناقلته وسائل إعلام سورية معارضة، قال مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة أن هناك طريقاً واحداً لإنهاء الملاحقات والانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين، مضيفاً في حديثه للصحافيين: "نحن نشجعهم على أخذ دورهم الحقيقي في النقد الإيجابي الفعال، ونقل الأخطاء التي قد تحصل إلى الجهات المسؤولة، ليشاركوهم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقهم بتوجيه الرأي العام نحو المصالح الحقيقية للشعب المكلوم وعدم الالتفات لمن جعل المهنة الصحافية مطية لأجندات سياسية معادية للثورة واستخدمها لمصالح شخصية ولم يلتزم بمبادئها وأخلاقها المهنية".

والحال أن الهيئة تجرّم كل من ينتقدها، وتقول "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أنها كانت مسؤولة عن عدد من الاغتيالات التي تعرض لها صحافيون بارزون مثل رائد الفارس. وأكد تقرير خاص أصدرته الشبكة قبل أيام، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن الهيئة كانت مسؤولة عن قتل ثمانية صحافيين، فارق اثنان منهما الحياة بسبب التعذيب، فيما يتواجد ثلاثة صحافيين آخرين قيد الاعتقال في سجونها.



وعلى هذا الأساس، من المثير للسخرية أن تتحدث الهيئة، التي كانت حتى وقت قريب مرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، عن قيم مثل حرية التعبير. وجاء في بيان الهيئة: "تتعدد وتتنوع مكتسبات الثورة السورية والتي ينعم بها سكان المناطق المحررة من حكم النظام الإجرامي الأسدي ومن أهمها حرية القلم والكلمة. يدرك الصحافيون الأحرار هذا المكتسب نظراً للملاحقات والانتهاكات المرتكبة بحقهم في ظل حكم عائلة الأسد والقبضة المخابراتية التي لن تنتهي إلا بتحرير المناطق والدفاع عن الحرية والكرامة".

ويجب القول أنه رغم أن معظم الانتهاكات التي حدثت في سوريا بحق الإعلام، يرجع إلى ممارسات النظام السوري، الذي يتحمل مسؤولية قتل 85% من الصحافيين القتلى في البلاد منذ العام 2011، إلا أن الهيئة لا تستطيع التشدق بأنها حامية لقيم الديموقراطية والحرية على الإطلاق، خصوصاً أنها قمعت أيضاً المدنيين العاديين الذين خروجوا مراراً للتظاهر ضد الهيئة، كما أنها ضيقت على الصحافيين الأجانب في محافظة إدلب.

وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فإن "هيئة تحرير الشام" "ضيقت بشكل كبير على المواطنين الصحافيين في مناطق سيطرتها، وقتلت واغتالت كل من شعرت أنه يشكل تهديداً لفكرها ونهجها المتطرف"، وسجلت الشبكة اعتقال قواتها العشرات من المواطنين الصحافيين على خلفيات نشرهم منشورات تعارض سياستها أو على خلفية مزاولة نشاطهم من دون الحصول على إذن. كما سجلت إصابة عشرات منهم برصاص قواتها بينما كانوا يعملون على تغطية إعلامية لاحتجاجات مناهضة لها، ما تسبب في الآونة الأخيرة في اعتزال أو نزوح عدد كبير منهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024